ثم استأنف الإخبار عن ملخص حالهم معهم؛
[ ص: 39 ] فقال - منبها؛ أو مبدلا الهاء من همزة الإنكار -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28739_30532_30563_30569_34329_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119ها أنتم أولاء ؛ أي: المؤمنون المسلمون المستسلمون؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119تحبونهم ؛ أي: لاغتراركم بإقرارهم بالإيمان؛ لصفاء بواطنكم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119ولا ؛ أي: والحال أنهم لا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119يحبونكم ؛ لمخالفتهم لكم في الدين؛ فإنهم كاذبون في إقرارهم بالإيمان؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وتؤمنون ؛ أي: أنتم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119بالكتاب كله ؛ أي: ويكفرون هم به كله؛ إما بالقصد الأول؛ وإما بالإيمان بالبعض؛ والكفر بالبعض؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وإذا لقوكم قالوا ؛ أي: لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119آمنا ؛ لتغتروا بهم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وإذا خلوا ؛ أي: منكم؛ وصور شدة حنقهم بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119عضوا عليكم ؛ لما يرون من ائتلافكم؛ وحسن أحوالكم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119الأنامل من الغيظ ؛ أي: المفرط منكم؛ ومن جعل الهاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119ها أنتم ؛ بدلا عن همزة الاستفهام؛ فالمراد عنده: "أأنتم يا هؤلاء القرباء مني تحبونهم؛ والحال أنهم على ما هم عليه من منابذتكم؛ وأنتم على ما أنتم عليه من الفطنة؛ بصفاء الأفكار؛ وعلي الآراء بقبولكم الحق كله؛ لأن المؤمن كيس فطن; فهو استفهام - وإن كان من وادي التوبيخ - المراد به التنبيه والتهييج المنقل من سافل الدركات إلى عالي الدرجات؛ والله الموفق.
[ ص: 40 ] ولما كانوا كأنهم قالوا: "فما نفعل؟"؛ قال مخاطبا للرأس المسموع الأمر؛ المجاب الدعاء:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119قل ؛ أي: لهم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119موتوا بغيظكم ؛ أي: ازدراء بهم؛ ودعاء عليهم؛ بدوام الغيظ من القهر؛ وزيادته؛ حتى يميتهم؛ ولما كانوا يحلفون على نفي هذا ليرضوهم قال (تعالى) مؤكدا لما أخبر به؛ لئلا يظن أنه أريد به غير الحقيقة:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119إن الله ؛ أي: الجامع لصفات الكمال؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119عليم بذات الصدور ؛ أي: فلا تظنوا أنه أراد بعض ما يتجوز بالغيظ عنه.
ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْإِخْبَارَ عَنْ مُلَخَّصِ حَالِهِمْ مَعَهُمْ؛
[ ص: 39 ] فَقَالَ - مُنَبِّهًا؛ أَوْ مُبْدِلًا الْهَاءَ مِنْ هَمْزَةِ الْإِنْكَارِ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28739_30532_30563_30569_34329_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119هَا أَنْتُمْ أُولاءِ ؛ أَيْ: الْمُؤْمِنُونَ الْمُسْلِمُونَ الْمُسْتَسْلِمُونَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119تُحِبُّونَهُمْ ؛ أَيْ: لِاغْتِرَارِكُمْ بِإِقْرَارِهِمْ بِالْإِيمَانِ؛ لِصَفَاءِ بَوَاطِنِكُمْ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وَلا ؛ أَيْ: وَالْحَالُ أَنَّهُمْ لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119يُحِبُّونَكُمْ ؛ لِمُخَالَفَتِهِمْ لَكُمْ فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهُمْ كَاذِبُونَ فِي إِقْرَارِهِمْ بِالْإِيمَانِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وَتُؤْمِنُونَ ؛ أَيْ: أَنْتُمْ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ؛ أَيْ: وَيَكْفُرُونَ هُمْ بِهِ كُلِّهِ؛ إِمَّا بِالْقَصْدِ الْأَوَّلِ؛ وَإِمَّا بِالْإِيمَانِ بِالْبَعْضِ؛ وَالْكُفْرِ بِالْبَعْضِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا ؛ أَيْ: لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119آمَنَّا ؛ لِتَغْتَرُّوا بِهِمْ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119وَإِذَا خَلَوْا ؛ أَيْ: مِنْكُمْ؛ وَصَوَّرَ شِدَّةَ حَنَقِهِمْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119عَضُّوا عَلَيْكُمُ ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ ائْتِلَافِكُمْ؛ وَحُسْنِ أَحْوَالِكُمْ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ؛ أَيْ: الْمُفْرِطِ مِنْكُمْ؛ وَمَنْ جَعَلَ الْهَاءَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119هَا أَنْتُمْ ؛ بَدَلًا عَنْ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ؛ فَالْمُرَادُ عِنْدَهُ: "أَأَنْتُمْ يَا هَؤُلَاءِ الْقُرَبَاءُ مِنِّي تُحِبُّونَهُمْ؛ وَالْحَالُ أَنَّهُمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ مُنَابَذَتِكُمْ؛ وَأَنْتُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْفِطْنَةِ؛ بِصَفَاءِ الْأَفْكَارِ؛ وَعَلِيِّ الْآرَاءِ بِقَبُولِكُمُ الْحَقَّ كُلَّهُ؛ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ كَيِّسٌ فَطِنٌ; فَهُوَ اسْتِفْهَامٌ - وَإِنْ كَانَ مِنْ وَادِي التَّوْبِيخِ - الْمُرَادُ بِهِ التَّنْبِيهُ وَالتَّهْيِيجُ الْمُنْقَلُ مِنْ سَافِلِ الدِّرَكَاتِ إِلَى عَالِي الدَّرَجَاتِ؛ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.
[ ص: 40 ] وَلَمَّا كَانُوا كَأَنَّهُمْ قَالُوا: "فَمَا نَفْعَلُ؟"؛ قَالَ مُخَاطِبًا لِلرَّأْسِ الْمَسْمُوعِ الْأَمْرِ؛ الْمُجَابِ الدُّعَاءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119قُلْ ؛ أَيْ: لَهُمْ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ؛ أَيْ: ازْدِرَاءً بِهِمْ؛ وَدُعَاءً عَلَيْهِمْ؛ بِدَوَامِ الْغَيْظِ مِنَ الْقَهْرِ؛ وَزِيَادَتِهِ؛ حَتَّى يُمِيتَهُمْ؛ وَلَمَّا كَانُوا يَحْلِفُونَ عَلَى نَفْيِ هَذَا لِيُرْضُوهُمْ قَالَ (تَعَالَى) مُؤَكِّدًا لِمَا أَخْبَرَ بِهِ؛ لِئَلَّا يُظَنَّ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ غَيْرُ الْحَقِيقَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119إِنَّ اللَّهَ ؛ أَيْ: الْجَامِعَ لِصِفَاتِ الْكَمَالِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ؛ أَيْ: فَلَا تَظُنُّوا أَنَّهُ أَرَادَ بَعْضَ مَا يُتَجَوَّزُ بِالْغَيْظِ عَنْهُ.