ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من أريد بأمر الأمة بالتأدب معه فكان تعمد الإخلال بالأدب معه كفرا، علم أن هذه النار لأولئك فعلم أن التقدير: يقولون /:
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30364_34299_29037nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7يا أيها الذين كفروا أي بالإخلال بالأدب في النبي صلى الله عليه وسلم فأداهم ذلك إلى الإخلال بالأدب مع الله وبالأدب مع سائر خلقه
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7لا تعتذروا أي تبالغوا في إظهار العذر وهو إيساع الحيلة في وجه يزيل ما ظهر من التقصير
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7اليوم فإنه يوم الجزاء لا يوم الاعتذار، وقد فات زمان الاعتذار، وصار الأمر إلى ما صار، وإذا نهى عن المبالغة في الاعتذار لعدم نفعها كان النهي عن مطلقه من باب الأولى، وهذا قطع لرجائهم وإيجاب لباسهم ليعظم همهم وتنقطع قلوبهم لأن معناه أن الاعتذار لا ينفعكم وإن بالغتم فيه، ولذلك استأنف قوله على سبيل الحصر:
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7إنما تجزون أي في هذا اليوم
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7ما كنتم أي بما هو لكم كالجبلة والطبع
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7تعملون [ أي -] على سبيل الإصرار ولا بعد على الله في أن
[ ص: 200 ] يصور لكل إنسان صورة عمله بحيث لا يشك أنها عمله، ثم يجعل تلك الصورة عذابه الذي يجد فيه من الألم ما علم سبحانه أنه بمقدار استحقاقه.
وَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمَ مَنْ أُرِيدَ بِأَمْرِ الْأُمَّةِ بِالتَّأَدُّبِ مَعَهُ فَكَانَ تَعَمُّدُ الْإِخْلَالِ بِالْأَدَبِ مَعَهُ كُفْرًا، عَلِمَ أَنَّ هَذِهِ النَّارَ لِأُولَئِكَ فَعَلِمَ أَنَّ التَّقْدِيرَ: يَقُولُونَ /:
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30364_34299_29037nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ بِالْإِخْلَالِ بِالْأَدَبِ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدَّاهُمْ ذَلِكَ إِلَى الْإِخْلَالِ بِالْأَدَبِ مَعَ اللَّهِ وَبِالْأَدَبِ مَعَ سَائِرِ خَلْقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7لا تَعْتَذِرُوا أَيْ تُبَالِغُوا فِي إِظْهَارِ الْعُذْرِ وَهُوَ إِيسَاعُ الْحِيلَةِ فِي وَجْهٍ يُزِيلُ مَا ظَهَرَ مِنَ التَّقْصِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7الْيَوْمَ فَإِنَّهُ يَوْمُ الْجَزَاءِ لَا يَوْمُ الِاعْتِذَارِ، وَقَدْ فَاتَ زَمَانُ الِاعْتِذَارِ، وَصَارَ الْأَمْرُ إِلَى مَا صَارَ، وَإِذَا نَهَى عَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي الِاعْتِذَارِ لِعَدَمِ نَفْعِهَا كَانَ النَّهْيُ عَنْ مُطْلَقِهِ مِنْ بَابِ الْأَوْلَى، وَهَذَا قَطْعٌ لِرَجَائِهِمْ وَإِيجَابُ لِبَاسِهِمْ لِيَعْظُمَ هَمُّهُمْ وَتَنْقَطِعَ قُلُوبُهُمْ لِأَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ الِاعْتِذَارَ لَا يَنْفَعُكُمْ وَإِنْ بَالَغْتُمْ فِيهِ، وَلِذَلِكَ اسْتَأْنَفَ قَوْلَهُ عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7إِنَّمَا تُجْزَوْنَ أَيْ فِي هَذَا الْيَوْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7مَا كُنْتُمْ أَيْ بِمَا هُوَ لَكُمْ كَالْجِبِلَّةِ وَالطَّبْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=7تَعْمَلُونَ [ أَيْ -] عَلَى سَبِيلِ الْإِصْرَارِ وَلَا بُعْدَ عَلَى اللَّهِ فِي أَنْ
[ ص: 200 ] يُصَوِّرَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ صُورَةَ عَمَلِهِ بِحَيْثُ لَا يَشُكُّ أَنَّهَا عَمَلُهُ، ثُمَّ يَجْعَلُ تِلْكَ الصُّورَةَ عَذَابَهُ الَّذِي يَجِدُ فِيهِ مِنَ الْأَلَمِ مَا عَلِمَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ بِمِقْدَارِ اسْتِحْقَاقِهِ.