ولما نفى عللهم في التخلف عن طاعته؛ إلى أن ختم بالشهادة برسالته; قال - مرغبا؛ مرهبا؛ على وجه عام يسكن قلبه؛ ويخفف من دوام عصيانهم له؛ دالا على عصمته في جميع حركاته؛ وسكناته -: من يطع الرسول ؛ أي: كما هو مقتضى حاله؛ فقد أطاع الله ؛ الملك الأعظم الذي لا كفؤ له؛ لأنه داع إليه؛ وهو لا ينطق عن الهوى؛ إنما يخبر بما يوحيه إليه؛ ومن تولى ؛ أي: عن طاعته؛ ولما كان التقدير: "فإنما عصى الله؛ والله - سبحانه وتعالى - عالم به؛ وقادر عليه؛ فلو أراد لرده؛ ولو شاء لأهلكه بطغيانه؛ فاتركه وذاك"؛ [ ص: 338 ] عبر عن ذلك كله بقوله: فما أرسلناك ؛ أي: بعظمتنا؛ عليهم حفيظا ؛ إنما أرسلناك داعيا.