ولما دل ما ذكر من
nindex.php?page=treesubj&link=19784عجائب صنعه في أنواع المخلوقات من البسائط والمركبات العلويات والسفليات على كمال قدرته [على كل شيء، فدل على كمال قدرته -] على البعث وعلى كل ما ذكر أنه
[ ص: 18 ] يفعله في الجنة والنار، وكان الحث على النظر في هذه الأشياء باستفهام إنكاري، وكان ذلك مفيدا لانتفاء النظر، قال سبحانه مسببا عنه:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_32028_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فذكر كل من يرجى تذكره وانتفاعه بالتذكير يا أشرف خلقنا بما في غرائزهم وفطرهم من العلم الأولى بما في هذه الأشياء وأمثالها مما يدل على صحة ما نزلنا عليك ليدلهم على كمال قدرة الذي بعثك فينقادوا لك أتم انقياد لا سيما في اعتقاد حقية البعث، ولا يهمنك كونهم لا ينظرون ولا يتطرفون، ولعل التذكير يوصل المتذكر إذا أقبل عليه بحسن رغبة إلى أن يعرف أن الإبل تشبه الأنفس المطمئنة الذلولة المطيعة المنقادة، والسماء تشبه الأرواح القدسية النورانية، والجبال تشبه العقول والمعارف الثابتة الراسخة، والأرض تشبه البدن المشتمل على الأعضاء والأركان.
ولما كانت هذه السورة مكية من أوائل ما أنزل، وكان مأمورا إذ ذاك بالصفح قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21إنما أنت مذكر أي لا مقاتل قاهر
[ ص: 19 ] قاسر لهم على التذكر والرجوع، فلا عليك إن لم ينظروا ولم يتذكروا لأنه ما عليك إلا البلاغ، ولذلك قال
وَلَمَّا دَلَّ مَا ذَكَرَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=19784عَجَائِبِ صُنْعِهِ فِي أَنْوَاعِ الْمَخْلُوقَاتِ مِنَ الْبَسَائِطِ وَالْمُرَكَّبَاتِ الْعُلْوِيَّاتِ وَالسُّفْلِيَّاتِ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ [عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَدَلَّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ -] عَلَى الْبَعْثِ وَعَلَى كُلِّ مَا ذَكَرَ أَنَّهُ
[ ص: 18 ] يَفْعَلُهُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَكَانَ الْحَثُّ عَلَى النَّظَرِ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ بِاسْتِفْهَامٍ إِنْكَارِيٍّ، وَكَانَ ذَلِكَ مُفِيدًا لِانْتِفَاءِ النَّظَرِ، قَالَ سُبْحَانَهُ مُسَبِّبًا عَنْهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_32028_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فَذَكِّرْ كُلُّ مَنْ يُرْجَى تَذَكُّرُهُ وَانْتِفَاعُهُ بِالتَّذْكِيرِ يَا أَشْرَفَ خَلْقِنَا بِمَا فِي غَرَائِزِهِمْ وَفِطَرِهِمْ مِنَ الْعِلْمِ الْأَوْلَى بِمَا فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ وَأَمْثَالِهَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا نَزَّلْنَا عَلَيْكَ لِيَدُلَّهُمْ عَلَى كَمَالِ قُدْرَةِ الَّذِي بَعَثَكَ فَيَنْقَادُوا لَكَ أَتَمَّ انْقِيَادٍ لَا سِيَّمَا فِي اعْتِقَادِ حَقِّيَّةِ الْبَعْثِ، وَلَا يُهِمَّنَّكَ كَوْنُهُمْ لَا يَنْظُرُونَ وَلَا يَتَطَرَّفُونَ، وَلَعَلَّ التَّذْكِيرَ يُوصِلُ الْمُتَذَكِّرَ إِذَا أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِحُسْنِ رَغْبَةٍ إِلَى أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ الْإِبِلَ تُشْبِهُ الْأَنْفُسَ الْمُطْمَئِنَّةَ الذَّلُولَةَ الْمُطِيعَةَ الْمُنْقَادَةَ، وَالسَّمَاءُ تُشْبِهُ الْأَرْوَاحَ الْقُدْسِيَّةَ النُّورَانِيَّةَ، وَالْجِبَالُ تُشْبِهُ الْعُقُولَ وَالْمَعَارِفَ الثَّابِتَةَ الرَّاسِخَةَ، وَالْأَرْضُ تُشْبِهُ الْبَدَنَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى الْأَعْضَاءِ وَالْأَرْكَانِ.
وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةً مِنْ أَوَائِلِ مَا أَنْزَلَ، وَكَانَ مَأْمُورًا إِذْ ذَاكَ بِالصَّفْحِ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ أَيْ لَا مُقَاتِلَ قَاهِر
[ ص: 19 ] قَاسِر لَهُمْ عَلَى التَّذَكُّرِ وَالرُّجُوعِ، فَلَا عَلَيْك إِنْ لَمْ يَنْظُرُوا وَلَمْ يَتَذَكَّرُوا لِأَنَّهُ مَا عَلَيْك إِلَّا الْبَلَاغُ، وَلِذَلِكَ قَالَ