ولما قدره سبحانه على ما ينشأ [عنه] شهوتا تحصيل المليح ونفي القبيح، اتبع [ذلك] ما ينشأ عنه شهوتا الأمر والنهي وأنواع الكمالات الكمالية فقال: ولسانا أي يترجم به عما في ضميره وشفتين أي يستران فاه ويعينانه على الأكل والشرب وعلى النطق بفصاحة وبلاغة على حد معلوم لا يبلغه غيره، فيجتمع له أمره ويصل إلى مقاصد جمة وأهوال مهمة، ولم يذكر السمع لأن الكلام يستلزمه، والمعنى: ألسنا قادرين بالقدرة التي جعلنا له بها ما ذكر على أن نجعل لغيره مثل ما جعلنا له وأكثر فيقاومه ويغلبه.