ولما كان المقام للعلم الكاشف للحقائق المبين لما يتبع وما يجتنب - قال معللا لهذا الإخبار : إن ربك أي : المحسن إليك بإنزال هذا الكتاب الكاشف للارتياب الهادي إلى الصواب هو أي : وحده أعلم ولكون الحال شديد الاقتضاء للعلم ، قطعه عما بعده ليسبق إلى الفهم أنه أعلم من كل من يتوهم فيه العلم مطلقا ، ثم قال : من أي : يعلم من يضل أي : يقع منه ضلال يوما ما عن سبيله أي : الذي بينه بعلمه وهو أي : وحده أعلم بالمهتدين كما أنه أعلم بالضالين ، فمن أمركم باتباعه فاتبعوه ، ومن نهاكم عنه فاجتنبوه ، فمن ضل أرداه ، ومن اهتدى أنجاه ، فاستمسكوا بأسبابه حذرا [من] وبيل عقابه يوم حسابه .