قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون
قوله تعالى: قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا سبب نزولها أن أهل مكة قالوا: يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو ، فتشتري فتربح ، وبالأرض التي تريد أن تجدب ، فترتحل عنها إلى ما قد أخصب؟ فنزلت هذه الآية ، روي عن وفي المراد بالنفع والضر قولان . ابن عباس .
أحدهما: أنه عام في جميع ما ينفع ويضر ، قاله الجمهور .
والثاني: أن النفع: الهدى ، والضر: الضلالة ، قاله ابن جريج .
قوله تعالى: إلا ما شاء الله أي: إلا ما أراد أن أملكه بتمليكه إياي; ومن هو على هذه الصفة فكيف يعلم علم الساعة . !
قوله تعالى: ولو كنت أعلم الغيب فيه أربعة أقوال . [ ص: 300 ] أحدها: لو كنت أعلم بجدب الأرض وقحط المطر قبل كون ذلك لهيأت لسنة الجدب ما يكفيها ، قاله عن أبو صالح ابن عباس .
والثاني: لو كنت أعلم ما أربح فيه إذا اشتريته لاستكثرت من الخير ، قاله عن الضحاك ابن عباس .
والثالث: لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح قاله مجاهد .
والرابع: لو كنت أعلم ما أسأل عنه من الغيب لأجبت عنه . وما مسني السوء أي: لم يلحقني تكذيب ، قاله . فأما الغيب ، فهو كل ما غاب عنك . ويخرج في المراد بالخير هاهنا ثلاثة أقوال . الزجاج
أحدها: أنه العمل الصالح . والثاني: المال . والثالث: الرزق .
قوله تعالى: وما مسني السوء فيه أربعة أقوال .
أحدها: أنه الفقر ، قاله والثاني: أنه كل ما يسوء ، قاله ابن عباس . ابن زيد . والثالث: الجنون ، قاله والرابع: التكذيب ، قاله الحسن . . فعلى قول الزجاج يكون هذا الكلام مبتدأ ، والمعنى: وما بي من جنون إنما أنا نذير ، وعلى باقي الأقوال يكون متعلقا بما قبله . الحسن ،