خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
قوله تعالى: خذ العفو العفو: الميسور ، وقد سبق شرحه في سورة [البقرة:219] . وفي الذي أمر بأخذ العفو منه ثلاثة أقوال .
أحدها: أخلاق الناس ، قاله ابن الزبير ، والحسن ، فيكون [ ص: 308 ] المعنى: أقبل الميسور من أخلاق الناس ، ولا تستقص عليهم فتظهر منهم البغضاء . ومجاهد ،
والثاني: أنه المال ، وفيه قولان . أحدهما: أن المراد بعفو المال: الزكاة ، قاله في رواية مجاهد والثاني: أنها صدقة كانت تؤخذ قبل فرض الزكاة ، ثم نسخت بالزكاة ، روي عن الضحاك . ابن عباس .
والثالث: أن المراد به: مساهلة المشركين والعفو عنهم ، ثم نسخ بآية السيف ، قاله ابن زيد .
قوله تعالى: وأمر بالعرف أي: بالمعروف .
وفي قوله: وأعرض عن الجاهلين قولان .
أحدهما: أنهم المشركون ، أمر بالإعراض عنهم ، ثم نسخ ذلك بآية السيف .
والثاني: أنه عام فيمن جهل ، أمر بصيانة النفس عن مقابلتهم على سفههم ، وإن وجب عليه الإنكار عليهم . وهذه الآية عند الأكثرين كلها محكمة ، وعند بعضهم أن وسطها محكم ، وطرفيها منسوخان على ما بينا .