وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون
قوله تعالى: وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين قال أهل التفسير: أقبل من أبو سفيان الشام في عير لقريش ، حتى إذا دنا من بدر ، نزل جبريل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فخرج في جماعة من أصحابه يريدهم ، فبلغهم ذلك فبعثوا عمرو بن ضمضم الغفاري إلى مكة مستغيثا ، فخرجت قريش للمنع عنها ، ولحق [ ص: 324 ] بساحل البحر ، ففات رسول الله ، ونزل أبو سفيان جبريل بهذه الآية: وإذ يعدكم الله والمعنى: اذكروا إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين . والطائفتان: وما معه من المال ، أبو سفيان وأبو جهل ومن معه من قريش; فلما سبق بما معه ، كتب إلى أبو سفيان قريش: إن كنتم خرجتم لتحرزوا: ركائبكم ، فقد أحرزتها لكم . فقال أبو جهل: والله لا نرجع . وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد القوم ، فكره أصحابه ذلك وودوا أن لو نالوا الطائفة التي فيها الغنيمة دون القتال; فذلك قوله: وتودون أن غير ذات الشوكة أي: ذات السلاح . يقال: فلان شاكي السلاح; بالتخفيف ، وشاك في السلاح; بالتشديد ، وشائك . قال ومجاز الشوكة الحد; يقال: ما أشد شوكة بني فلان ، أي: حدهم . وقال أبو عبيدة: إنما أنث "ذات الشوكة" لأنه يعني الطائفة . الأخفش:
قوله تعالى: ويريد الله أن يحق الحق في المراد بالحق قولان .
أحدهما: أنه الإسلام ، قاله في آخرين . ابن عباس
والثاني: أنه القرآن ، والمعنى: يحق ما أنزل إليك من القرآن .
قوله تعالى: "بكلماته" أي: بعداته التي سبقت من إعزاز الدين ، كقوله: ليظهره على الدين كله [التوبة:33] .
قوله تعالى: ويقطع دابر الكافرين أي: يجتث أصلهم; وقد بينا ذلك في (الأنعام:45) .
قوله تعالى: ليحق الحق المعنى: ويريد أن يقطع دابر الكافرين كيما يحق الحق . وفي هذا الحق القولان المتقدمان . فأما الباطل ، فهو الشرك; والمجرمون هاهنا: المشركون .