ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون
قوله تعالى: " ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا " قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، والكسائي ، عن وأبو بكر "ولا تحسبن" بالتاء وكسر السين إلا أن عاصم عاصما فتح السين . وقرأ ابن عامر ، وحمزة وحفص ، عن بالياء وفتح السين . وفي الكافرين هاهنا قولان . [ ص: 374 ] أحدهما: جميع الكفار ، قاله عاصم: عن أبو صالح ابن عباس .
والثاني: أنهم الذين انهزموا يوم بدر ، ذكره محمد بن القاسم النحوي وغيره . "وسبقوا" بمعنى فاتوا . قال وذلك أنهم أشفقوا من هلكة تنزل بهم في بعض الأوقات; فلما سلموا منها ، قيل: لا تحسبن أنهم فاتوا بسلامتهم الآن ، فإنهم لا يعجزونا ، أي: لا يفوتونا فيما يستقبلون من الأوقات . ابن الأنباري:
قوله تعالى: إنهم لا يعجزون قرأ الجمهور: بكسر الألف . وقرأ بفتحها; وعلى قراءته اعتراض . لقائل أن يقول: إذا كان قد قرأ "يحسبن" بالياء ، وقرأ "أنهم" بالفتح ، فقد أقرهم على أنهم لا يعجزون; ومتى علموا أنهم لا يعجزون ، لم يلاموا . فقد أجاب عنه ابن عامر: فقال: المعنى: "لا يحسبن الذين كفروا سبقوا" لا يحسبن أنهم يعجزون; "ولا" زائدة مؤكدة . وقال ابن الأنباري أبو علي: المعنى: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا وآباءهم سبقوا ، لأنهم لا يفوتون ، فهم يجزون على كفرهم .