وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم
قوله تعالى: وإن يريدوا قال يعني يهود مقاتل: قريظة (أن يخدعوك) بالصلح لتكف عنهم ، حتى إذا جاء مشركو العرب ، أعانوهم عليك (فإن حسبك الله) قال : فإن الذي يتولى كفايتك الله الزجاج هو الذي أيدك أي: قواك . وقال قواك بنصره وبالمؤمنين من مقاتل: الأنصار يوم بدر . [ ص: 377 ] قوله تعالى: وألف بين قلوبهم يعني الأوس والخزرج ، وهم الأنصار ، كانت بينهم عداوة في الجاهلية ، فألف الله بينهم بالإسلام . وهذا من أعجب الآيات ، لأنهم كانوا ذوي أنفة شديدة; فلو أن رجلا لطم رجلا ، لقاتلت عنه قبيلته حتى تدرك ثأره ، فآل بهم الإسلام إلى أن يقتل الرجل ابنه وأباه .