وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم [ ص: 396 ] قوله تعالى: وأذان من الله ورسوله أي: إعلام; ومنه أذان الصلاة . وقرأ الضحاك ، وأبو المتوكل ، وعكرمة ، والجحدري ، "وإذن" بكسر الهمزة وقصرها ساكنة الذال من غير ألف . وابن يعمر:
قوله تعالى: إلى الناس أي: للناس . يقال: هذا إعلام لك ، وإليك . والناس هاهنا عام في المؤمنين والمشركين . وفي يوم الحج الأكبر ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه يوم عرفة ، قاله عمر بن الخطاب ، وابن الزبير ، وأبو جحيفة ، وطاووس ، وعطاء .
والثاني: يوم النحر ، قاله أبو موسى الأشعري ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وابن المسيب ، وابن جبير ، وعكرمة ، والشعبي ، والنخعي ، والزهري ، وابن زيد ، في آخرين . وعن والسدي علي ، كالقولين . وابن عباس ،
والثالث أنه أيام الحج كلها ، فعبر عن الأيام باليوم ، قاله قال سفيان الثوري . كما يقال: يوم بعاث ، ويوم الجمل ويوم صفين يراد به: أيام ذلك ، لا كل حرب من هذه الحروب دامت أياما . وعن سفيان: كالأقوال الثلاثة . مجاهد ،
وفي تسميته بيوم الحج الأكبر ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه سماه بذلك لأنه اتفق في سنة حج فيها المسلمون والمشركون ، ووافق ذلك عيد اليهود والنصارى ، قاله الحسن .
والثاني: أن الحج الأكبر: هو الحج ، والأصغر: هو العمرة ، قاله عطاء ، والشعبي .
والثالث: أن الحج الأكبر: القرآن ، والأصغر الإفراد قاله مجاهد
قوله تعالى: أن الله بريء وقرأ الحسن ومجاهد إن الله بكسر الهمزة من المشركين أي من عهد المشركين فحذف المضاف . وابن يعمر
[ ص: 397 ] "ورسوله" رفع على الابتداء ، وخبره مضمر على معنى: ورسوله أيضا بريء . وقرأ أبو رزين ، وأبو مجلز ، وأبو رجاء ، ومجاهد ، وابن يعمر ، وزيد عن يعقوب: "ورسوله" بالنصب . ثم رجع إلى خطاب المشركين بقوله: عن الإيمان