قوله تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض أي: بعضهم يوالي بعضا ، فهم يد واحدة ، يأمرون بالإيمان ، وينهون عن الكفر .
قوله تعالى: في جنات عدن قال في جنات خلد ، يقال: عدن فلان بأرض كذا ، أي: أقام; ومنه: المعدن ، وهو في معدن صدق ، أي: في أصل ثابت . قال أبو عبيدة: الأعشى:
وإن تستضيفوا إلى حلمه تضافوا إلى راجح قد عدن
[ ص: 469 ] أي: رزين لا يستخف . قال : جنات عدن ، هي بطنان الجنة ، وبطنانها: وسطها ، وهي أعلى درجة في الجنة ، وهي دار الرحمن عز وجل ، وسقفها عرشه ، خلقها بيده ، وفيها عين التسنيم ، والجنان حولها محدقة بها . ابن عباس
قوله تعالى: ورضوان من الله أكبر قال : أكبر مما يوصف . وقال ابن عباس : أكبر مما هم فيه من النعيم . الزجاج
فإن قيل: لم يكن الرضوان أكبر من النعيم؟ فعنه جوابان .
أحدهما: أن سرور القلب برضى الرب نعيم يختص بالقلب ، وذاك أكبر من نعيم الأكل والشرب . وفي حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل لأهل الجنة: يا أهل الجنة ، هل رضيتم؟ فيقولون: ربنا وما لنا لا نرضى ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول: أفلا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ قال: أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم أبدا"
والثاني: أن الموجب للنعيم الرضوان ، والموجب ثمرة الموجب ، فهو الأصل .