فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين
قوله تعالى: فإن رجعك الله أي: ردك من غزوة تبوك إلى المدينة (إلى طائفة) من المنافقين الذين تخلفوا بغير عذر . وإنما قال: (إلى طائفة) لأنه ليس كل من تخلف عن تبوك كان منافقا . (فاستأذنوك للخروج) معك إلى الغزو .
[ ص: 480 ] فقل لن تخرجوا معي أبدا إلى غزاة ، (إنكم رضيتم بالقعود) عني (أول مرة) حين لم تخرجوا إلى تبوك . وذكر في قوله: (أول مرة) قولين . الماوردي
أحدهما: أول مرة دعيتم . والثاني: قبل استئذانكم .
فأما الخالفون ، فقال الخالف: الذي خلف بعد شاخص ، فقعد في رحله ، وهو الذي يتخلف عن القوم . أبو عبيدة:
وفي المراد بالخالفين قولان .
أحدهما: أنهم الرجال الذين تخلفوا لأعذار ، قاله ابن عباس .
والثاني: أنهم النساء والصبيان ، قاله الحسن ، وقتادة .