خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم
قوله تعالى: خذ من أموالهم صدقة قال المفسرون: لما تاب الله عز وجل على أبي لبابة وأصحابه ، قالوا: يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا ، فقال:
[ ص: 496 ] "ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا" فنزلت هذه الآية .
"وفي هذه الصدقة" قولان .
أحدهما: أنها الصدقة التي بذلوها تطوعا ، قاله ابن زيد ، والجمهور . والثاني: الزكاة ، ، قاله عكرمة .
قوله تعالى: تطهرهم وقرأ "تطهرهم بها" بجزم الراء . قال الحسن : يصلح أن يكون قوله "تطهرهم" نعتا للصدقة ، كأنه قال: خذ من أموالهم صدقة مطهرة . والأجود أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ، المعنى: فإنك تطهرهم بها فـ تطهرهم . بالجزم ، على جواب الأمر ، المعنى: إن تأخذ من أموالهم ، تطهرهم . ولا يجوز في "تزكيهم" إلا إثبات الياء ، اتباعا للمصحف . قال الزجاج : "تطهرهم" من الذنوب ، "وتزكيهم": تصلحهم . وفي قوله: ابن عباس وصل عليهم قولان .
أحدهما: استغفر لهم ، قاله والثاني: ادع لهم ، قاله ابن عباس . السدي .
قوله تعالى: " إن صلواتك " قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ونافع ، وابن عامر ، عن وأبو بكر "إن صلواتك" على الجمع . وقرأ عاصم حمزة ، والكسائي ، وحفص عن "إن صلاتك" على التوحيد . وفي قوله: عاصم سكن لهم خمسة أقوال .
أحدها: طمأنينة لهم أن الله قد قبل منهم ، قاله عن أبو صالح وقال ابن عباس . تثبيت وسكون . والثاني: رحمة لهم ، رواه أبو عبيدة: ابن أبي طلحة عن والثالث: قربة لهم ، رواه ابن عباس . عن الضحاك والرابع: وقار لهم ، قاله ابن عباس . والخامس: تزكية لهم ، حكاه قتادة . قال الثعلبي . الحسن ، وهؤلاء سوى الثلاثة الذين خلفوا . وقتادة: