أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين
قوله تعالى: أفمن أسس بنيانه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم [ ص: 502 ] وحمزة "أسس" بفتح الألف في الحرفين جميعا وفتح النون فيهما . وقرأ والكسائي نافع، "أسس: بضم الألف "بنيانه" برفع النون . والبنيان مصدر يراد به المبني . والتأسيس: إحكام أس البناء، وهو أصله، والمعنى: المؤسس بنيانه متقيا يخاف الله ويرجو رضوانه خير، أم المؤسس بنيانه غير متق؟ قال وابن عامر : وشفا الشيء: حرفه وحده . والشفا، مقصور، يكتب بالألف، ويثنى شفوان . الزجاج
قوله تعالى: جرف قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو ، "جرف" مثقلا . وقرأ والكسائي ابن عامر، وحمزة، عن وأبو بكر "جرف" ساكنة الراء . قال عاصم: أبو علي: فالضم الأصل، والإسكان تخفيف، ومثله: الشغل والشغل . قال المعنى: على حرف جرف هائر . والجرف: ما يتجرف بالسيول من الأودية . والهائر: الساقط . ومنه: تهور البناء وانهار: إذا سقط . وقرأ ابن قتيبة: ابن كثير، "هار" بفتح الهاء . وأمال الهاء وحمزة نافع، وعن وأبو عمرو . كالقراءتين . عاصم
قوله تعالى: فانهار به أي: بالباني في نار جهنم قال : وهذا مثل، والمعنى: أن بناء هذا المسجد كبناء على جرف جهنم يتهور بأهله فيها . وقال الزجاج ذكر لنا أنهم حفروا فيه حفرة، فرؤي فيها الدخان . قال قتادة: رأيت المسجد الذي بني ضرارا يخرج منه الدخان . جابر: