يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار
قوله تعالى : " يوم تبدل الأرض غير الأرض " وروى أبان " يوم نبدل " بالنون وكسر الدال " الأرض " بالنصب ، " والسموات " بخفض التاء ، ولا خلاف في نصب " غير " .
وفي معنى تبديل الأرض قولان :
أحدهما : أنها تلك الأرض ، وإنما يزاد فيها وينقص منها ، وتذهب آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها ، وتمد مد الأديم ، روى هذا المعنى عن أبو صالح . وقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم " أبو هريرة " . يوم تبدل الأرض غير الأرض " قال : يبسطها ويمدها مد الأديم
[ ص: 376 ] والثاني : أنها تبدل بغيرها . ثم فيه أربعة أقوال : أحدها : أنها تبدل بأرض غيرها بيضاء كالفضة لم يعمل عليها خطيئة ، رواه عن عمرو بن ميمون ، ابن مسعود عن وعطاء ، وبه قال ابن عباس . والثاني : أنها تبدل نارا ، قاله مجاهد . والثالث : أنها تبدل بأرض من فضة ، قاله أبي بن كعب . والرابع : تبدل بخبزة بيضاء ، فيأكل المؤمن من تحت قدميه ، قاله أنس بن مالك ، أبو هريرة ، وسعيد بن جبير . وقال غيرهم : يأكل منها أهل الإسلام حتى يفرغ من حسابهم . والقرظي
فأما تبديل السموات ، ففيه ستة أقوال :
أحدها : أنها تجعل من ذهب ، قاله علي عليه السلام . والثاني : أنها تصير جنانا ، قاله . والثالث : أن تبديلها : تكوير شمسها وتناثر نجومها ، قاله أبي بن كعب . والرابع : أن تبديلها : اختلاف أحوالها ، فمرة كالمهل ، ومرة تكون كالدهان ، قاله ابن عباس . والخامس : أن تبديلها أن تطوى كطي السجل للكتاب . والسادس : أن تنشق فلا تظل ، ذكرهما ابن الأنباري . الماوردي
قوله تعالى : " وبرزوا لله الواحد القهار " أي : خرجوا من القبور .