ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا .
قوله تعالى: " ربكم أعلم بكم " فيمن خوطب بهذا قولان:
أحدهما: أنهم المؤمنون . ثم في معنى الكلام قولان: أحدهما: " إن يشأ يرحمكم " فينجيكم من أهل مكة، " و إن يشأ يعذبكم " فيسلطهم عليكم، رواه عن أبو صالح والثاني: إن يشأ يرحمكم بالتوبة، أو يعذبكم بالإقامة على الذنوب، قاله ابن عباس . [ ص: 48 ] الحسن .
والثاني: أنهم المشركون . ثم في معنى الكلام قولان: أحدهما: إن يشأ يرحمكم فيهديكم للإيمان، أو إن يشأ يعذبكم فيميتكم على الكفر، قاله والثاني: أنه لما نزل القحط بالمشركين، فقالوا: مقاتل . ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون [ الدخان: 12 ]، قال الله تعالى: " ربكم أعلم بكم " من الذي يؤمن، ومن الذي لا يؤمن، " إن يشأ يرحمكم " فيكشف القحط عنكم، " أو إن يشأ يعذبكم " فيتركه عليكم، ذكره قال أبو سليمان الدمشقي . و " أو " هاهنا دخلت لسعة الأمرين عند الله تعالى، وأنه لا يرد عنهما، فكانت ملحقة بـ( أو ) المبيحة في قولهم: جالس ابن الأنباري: أو الحسن يعنون: قد وسعنا لك الأمر . ابن سيرين،
قوله تعالى: " وما أرسلناك عليهم وكيلا " فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: كفيلا تؤخذ بهم، قاله عن أبو صالح والثاني: حافظا وربا، قاله ابن عباس . والثالث: كفيلا بهدايتهم وقادرا على إصلاح قلوبهم، ذكره الفراء . وذهب بعض المفسرين إلى أن هذا منسوخ بآية السيف . ابن الأنباري،