ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم .
قوله تعالى: ومن أظلم ممن منع مساجد الله اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
[ ص: 134 ] أحدهما: أنها نزلت في الروم ، كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا ، فخرب وطرحت الجيف فيه ، قاله في آخرين . والثاني: أنها في المشركين الذين حالوا بين رسول الله وبين ابن عباس مكة يوم الحديبية ، قاله ابن زيد . وفي المراد بخرابها قولان . أحدهما: أنه نقضها ، . والثاني: منع ذكر الله فيها .
قوله تعالى: أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين فيه قولان . أحدهما: أنه إخبار عن أحوالهم بعد ذلك . قال لا يدخل رومي السدي: بيت المقدس إلا وهو خائف أن يضرب عنقه ، أو قد أخيف بأداء الجزية . والثاني: أنه خبر في معنى الأمر ، تقديره: عليكم بالجد في جهادهم كي لا يدخلها أحد إلا وهو خائف .
لهم في الدنيا خزي فيه ثلاثة أقوال . أحدها: أن خزيهم الجزية ، قاله والثاني: أنه فتح ابن عباس . القسطنطينية ، قاله والثالث: أنه طردهم عن السدي . المسجد الحرام ، فلا يدخله مشرك أبدا ظاهرا ، قاله ابن زيد .