فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين . وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين . فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم . الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين . إنه هو السميع العليم
قوله تعالى: فلا تدع مع الله إلها آخر قال : يحذر به غيره ، يقول : أنت أكرم الخلق علي ، ولو اتخذت من دوني إلها لعذبتك . ابن عباس
قوله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين روى البخاري من حديث ومسلم قال : أبي هريرة وأنذر عشيرتك الأقربين فقال : " يا معشر قريش : اشتروا أنفسكم من الله ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا لا أغني عنك من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله سليني ما شئت ما أغني عنك من الله شيئا فاطمة بنت محمد " . قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله
[ ص: 148 ] وفي بعض الألفاظ : " " . وفي لفظ : " سلوني من مالي ما شئتم " . ومعنى قوله " غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها عشيرتك الأقربين : رهطك الأدنين . فإن عصوك يعني : العشيرة فقل إني بريء مما تعملون من الكفر . وتوكل على العزيز الرحيم أي : ثق به وفوض أمرك إليه ، فهو عزيز في نقمته ، رحيم لم يعجل بالعقوبة . وقرأ ، نافع : " فتوكل " بالفاء ، وكذلك [هو] في مصاحف أهل وابن عامر المدينة والشام الذي يراك حين تقوم فيه ثلاثة أقوال .
أحدها : حين تقوم إلى الصلاة ، قاله ، ابن عباس ، والثاني : حين تقوم من مقامك ، قاله ومقاتل . والثالث : حين تخلو ، قاله أبو الجوزاء . الحسن
قوله تعالى: وتقلبك أي : ونرى تقلبك في الساجدين وفيه ثلاثة أقوال .
أحدها : وتقلبك في أصلاب الأنبياء حتى أخرجك ، رواه عن عكرمة . ابن عباس
والثاني : وتقلبك في الركوع والسجود والقيام مع المصلين في الجماعة ; والمعنى : يراك وحدك ويراك في الجماعة ، وهذا قول الأكثرين منهم . قتادة
[ ص: 149 ] والثالث : وتصرفك في ذهابك ومجيئك في أصحابك المؤمنين ، قاله . الحسن