وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين . أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم [ ص: 279 ] يؤمنون قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون
قوله تعالى: وقالوا يعني كفار مكة لولا أنزل عليه آيات من ربه قرأ نافع، ، وأبو عمرو وحفص عن وابن عامر، " آيات " على الجمع . وقرأ عاصم: ابن كثير، وحمزة، والكسائي، عن وأبو بكر " آية " على التوحيد . وإنما أرادوا: كآيات الأنبياء عاصم: قل إنما الآيات عند الله أي: هو القادر على إرسالها، وليست بيدي . وزعم بعض علماء التفسير أن قوله: وإنما أنا نذير مبين منسوخ بآية السيف .
ثم بين الله عز وجل أن القرآن يكفي من الآيات التي سألوها بقوله: أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب ؟! وذكر يحيى بن جعدة أن ناسا من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتب قد كتبوها، فيها بعض ما يقول اليهود، فلما نظر إليها ألقاها وقال: " كفى بها حماقة قوم، أو ضلالة قوم، أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى قوم غيرهم " ، فنزلت: أولم يكفهم إلى آخر الآية .
قوله تعالى: قل كفى بالله قال المفسرون: لما كذبوا بالقرآن نزلت: [ ص: 280 ] قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يشهد لي أني رسوله، ويشهد عليكم بالتكذيب، وشهادة الله له: إثبات المعجزة له بإنزال الكتاب عليه، والذين آمنوا بالباطل قال بغير الله . وقال ابن عباس: بعبادة الشيطان . مقاتل: