[ ص: 472 ] سورة فاطر
وتسمى سورة الملائكة، وهي مكية بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير . ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم
قوله تعالى: الحمد لله فاطر السماوات والأرض أي: خالقهما مبتدئا على غير مثال . قال ما كنت أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى اختصم أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: ابتدأتها . ابن عباس:
قوله تعالى: جاعل الملائكة وروى الحلبي والقزاز عن [ ص: 473 ] " جاعل " بالرفع والتنوين " الملائكة " بالنصب عبد الوارث: رسلا يرسلهم إلى الأنبياء وإلى ما يشاء من الأمور أولي أجنحة أي: أصحاب أجنحة مثنى وثلاث ورباع فبعضهم له جناحان، وبعضهم [له] ثلاثة، وبعضهم له أربعة . و يزيد في الخلق ما يشاء فيه خمسة أقوال .
أحدها: أنه زاد في خلق الملائكة الأجنحة، رواه عن أبو صالح ابن عباس .
والثاني: يزيد في الأجنحة ما يشاء، رواه عن عباد بن منصور وبه قال الحسن، مقاتل .
والثالث : أنه الخلق الحسن، رواه عوف عن الحسن .
والرابع : أنه حسن الصوت، قاله الزهري، وابن جريج .
والخامس: الملاحة في العينين، قاله قتادة .
قوله تعالى: ما يفتح الله للناس من رحمة أي: من خير ورزق . وقيل: أراد بها المطر فلا ممسك لها وقرأ ، أبي بن كعب : " فلا ممسك له " . وفي الآية تنبيه على أنه لا إله إلا هو، إذ لا يستطيع أحد إمساك ما فتح وفتح ما أمسك . وابن أبي عبلة