ويقال لها: سورة التساؤل
وهي مكية كلها بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا إن يوم الفصل كان ميقاتا يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا وفتحت السماء فكانت أبوابا وسيرت الجبال فكانت سرابا إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا جزاء وفاقا إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شيء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون [ ص: 4 ] منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا .
قوله تعالى: عم يتساءلون أصله " عن ما " فأدغمت النون في الميم، وحذفت ألف " ما " كقولهم: فيم، وبم . قال المفسرون: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل المشركون يتساءلون بينهم، فيقولون: ما الذي أتى به؟ ويتجادلون، ويختصمون فيما بعث به، فنزلت هذه الآية . واللفظ لفظ استفهام، والمعنى: تفخيم القصة، كما يقولون: أي شيء زيد؟ إذا أردت تعظيم شأنه . ثم بين ما الذي يتساءلون عنه، فقال تعالى: عن النبإ العظيم يعني: عن الخبر العظيم الشأن . وفيه ثلاثة أقوال .
أحدها: القرآن، قاله مجاهد، ومقاتل، قال والفراء . فلما أجاب صارت " عم " كأنها في معنى: لأي شيء يتساءلون عن القرآن . الفراء:
والثاني: البعث، قاله قتادة .
والثالث: أنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم، حكاه الزجاج .
قوله تعالى: الذي هم فيه مختلفون من قال: إنه القرآن، فإن المشركين اختلفوا فيه، فقال بعضهم: هو سحر، وقال بعضهم: هو شعر، وقال بعضهم: [ ص: 5 ] أساطير الأولين، إلى غير ذلك . وكذلك من قال: هو أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فأما من قال: إنه البعث والقيامة، ففي اختلافهم فيه قولان .
أحدهما: أنهم اختلفوا فيه لما سمعوا به، فمنهم من صدق وآمن، ومنهم من كذب، وهذا معنى قول قتادة .
والثاني: أن المسلمين والمشركين اختلفوا فيه، فصدق به المسلمون، وكذب به المشركون، قاله يحيى بن سلام .
قوله تعالى: كلا قال بعضهم: هي ردع وزجر . وقال بعضهم: هي نفي لاختلافهم، والمعنى: ليس الأمر على ما قالوا سيعلمون عاقبة تكذيبهم حين ينكشف الأمر ثم كلا سيعلمون وعيد على إثر وعيد . وقرأ " ستعلمون " في الحرفين بالتاء . ثم ذكر صنعه ليعرفوا توحيده، فقال تعالى: ابن عامر ألم نجعل الأرض مهادا أي: فراشا وبساطا والجبال أوتادا للأرض لئلا تميد وخلقناكم أزواجا أي: أصنافا، وأضدادا، ذكورا، وإناثا، سودا، وبيضا، وحمرا . وجعلنا نومكم سباتا قال أي: راحة لأبدانكم . وقد شرحنا هذا في [الفرقان: 47] وشرحنا هناك قوله تعالى: ابن قتيبة: وجعلنا الليل لباسا .
قوله تعالى: وجعلنا النهار معاشا أي: سببا لمعاشكم . والمعاش: العيش، وكل شيء يعاش به، فهو معاش . والمعنى: جعلنا النهار مطلبا للمعاش . وقال معاشا، أي: عيشا، وهو مصدر ابن قتيبة: وبنينا فوقكم سبعا شدادا قال هي السموات، غلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماءين مثل ذلك، وهي فوقكم يا بني مقاتل: آدم . فاحذروا أن تعصوا فتخر عليكم .
[ ص: 6 ] قوله تعالى: وجعلنا سراجا يعني: الشمس وهاجا قال هو المضيء . وقال اللغويون: الوهاج: الوقاد . وقيل: الوهاج يجمع النور والحرارة . ابن عباس:
قوله تعالى: وأنزلنا من المعصرات فيها ثلاثة أقوال .
أحدها: أنها السموات، قاله أبي بن كعب، وابن جبير . والحسن،
والثاني: أنها الرياح، رواه عن العوفي وبه قال ابن عباس، مجاهد، وعكرمة، وقتادة، وقال ومقاتل . هي الجنوب . فعلى هذا القول تكون " من " بمعنى " الباء " فتقديره: بالمعصرات . وإنما قيل للرياح: معصرات، لأنها تستدر المطر . زيد بن أسلم:
والثالث: أنها السحاب، رواه عن الوالبي وبه قال ابن عباس، أبو العالية . والضحاك، والربيع . قال السحابة المعصر: التي تتحلب بالمطر ولما يجتمع، مثل الجارية المعصر، قد كادت تحيض، ولما تحض . وكذلك قال الفراء: شبهت السحاب بمعاصير الجواري، والمعصر: الجارية التي قد دنت من الحيض . وقال ابن قتيبة: إنما قيل للسحاب: معصرات، كما قيل: أجز الزرع، فهو مجز، أي: صار إلى أن يجز، فكذلك السحاب إذا صار إلى أن يمطر، فقد أعصر . الزجاج:
قوله تعالى: ماء ثجاجا قال أي: مطرا كثيرا منصبا يتبع بعضه بعضا . وقال غيره: يقال: ثج الماء يثج: إذا انصب مقاتل: لنخرج به أي: بذلك الماء حبا ونباتا وفيه قولان .
أحدهما: أن الحب: ما يأكله الناس، والنبات: ما تنبته الأرض مما يأكل [ ص: 7 ] الناس والأنعام، هذا قول الجمهور . وقال كل ما حصد حب، وكل ما أكلته الماشية من الكلإ، فهو نبات . الزجاج:
والثاني: أن الحب: اللؤلؤ، والنبات: العشب . قال ما أنزل الله من السماء قطرا، إلا أنبت به في البحر لؤلؤا، وفي الأرض عشبا . عكرمة:
قوله تعالى: وجنات يعني: بساتين ألفافا قال أي: ملتفة من الشجر ليس بينها خلال، الواحدة: لفاء، وجنات لف، وجمع الجمع: ألفاف . قال المفسرون: فدل بذكر المخلوقات على البعث . ثم أخبر عن يوم القيامة فقال تعالى: أبو عبيدة: إن يوم الفصل أي: يوم القضاء بين الخلائق كان ميقاتا لما وعد الله من الثواب والعقاب . يوم ينفخ في الصور فتأتون من قبوركم أفواجا أي: زمرا زمرا من كل مكان وفتحت السماء قرأ ابن كثير، ونافع، ، وأبو عمرو " وفتحت " بالتشديد . وقرأ وابن عامر عاصم، وحمزة، بالتخفيف، وإنما تفتح لنزول الملائكة والكسائي فكانت أبوابا أي: ذات أبواب وسيرت الجبال عن أماكنها فكانت سرابا أي: كالسراب، لأنها تصير هباء منبثا فيراها الناظر كالسراب بعد شدتها وصلابتها إن جهنم كانت مرصادا قال المبرد: مرصادا يرصدون به، أي: هو معد لهم يرصد بها خزنتها الكفار . وقال الأزهري: المرصاد: المكان الذي يرصد فيه الراصد العدو . ثم بين لمن هي مرصاد فقال تعالى: للطاغين قال للمشركين ابن عباس: مآبا أي: مرجعا .
قوله تعالى: لابثين وقرأ " لبثين " والمعنى: فيهما واحد . يقال: هو لابث بالمكان، ولبث . ومثله طامع، وطمع، وفاره، وفره . وأما الأحقاب فجمع حقب، وقد ذكرنا الاختلاف فيه في [الكهف: 60] . حمزة
[ ص: 8 ] فإن قيل: ما معنى ذكر الأحقاب، وخلودهم في النار لا نفاد له؟ فعنه جوابان .
أحدهما: أن هذا لا يدل على غاية، لأنه كلما مضى حقب تبعه حقب . ولو أنه قال " لابثين فيها عشرة أحقاب أو خمسة " دل على غاية، هذا قول والجمهور . وبيانه أن زمان أهل الجنة والنار يتصور دخوله تحت العدد، وإن لم يكن لها نهاية . ابن قتيبة،
والثاني: أن المعنى: أنهم يلبثون فيها أحقابا لا يذوقون في الأحقاب بردا ولا شرابا فأما خلودهم في النار فدائم . هذا قول وبيانه أن الأحقاب حد لعذابهم بالحميم والغساق، فإذا انقضت الأحقاب عذبوا بغير ذلك من العذاب . وفي المراد " بالبرد " ثلاثة أقوال . الزجاج .
أحدها: أنه برد الشراب . روى عن أبو صالح قال: لا يذوقون فيها برد الشراب، ولا الشراب . ابن عباس
والثاني: أنه الروح والراحة، قاله الحسن، وعطاء .
والثالث: أنه النوم، قاله مجاهد، والسدي، وأبو عبيدة، وأنشدوا: وابن قتيبة،
فإن شئت حرمت النساء سواكم وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا
قال النقاخ: الماء، والبرد: النوم، سمي بذلك لأنه تبرد فيه الحرارة . [ ص: 9 ] وقال ابن قتيبة: لا يذوقون فيها بردا ينفعهم من حرها، ولا شرابا ينفعهم من عطش مقاتل: إلا حميما وغساقا قرأ ابن كثير، ونافع، ، وأبو عمرو " غساقا " بالتخفيف . وقرأ وابن عامر حمزة، والكسائي، والمفضل، وحفص عن بالتشديد . عاصم
وقد تقدم ذكر الحميم، والغساق [ص: 57] جزاء وفاقا قال وفقا لأعمالهم . وقال غيره: جوزوا جزاء وفاقا لأعمالهم على مقدارها فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار . الفراء:
إنهم كانوا لا يرجون حسابا فيه قولان .
أحدهما: لا يخافون أن يحاسبوا، لأنهم لا يؤمنون بالبعث، قاله الجمهور .
والثاني: لا يرجون ثواب حساب، لأنهم لا يؤمنون بالبعث، قاله الزجاج .
قوله تعالى: وكذبوا بآياتنا كذابا قال الكذاب بالتشديد لغة يمانية فصيحة، يقولون: كذبت به كذابا، وخرقت القميص خراقا، وكل " فعلت " فمصدره في لغتهم مشدد . قال لي أعرابي منهم على المروة يستفتيني: الحلق أحب إليك، أم القصار؟ وأنشدني بعض الفراء: بني كلاب:
لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي وعن حوج قضاؤها من شفائيا
وأما أهل نجد، فيقولون: كذبت به تكذيبا . وقال الكذاب أشد من الكذاب، وهما مصدر المكاذبة . قال أبو عبيدة: الأعشى:
[ ص: 10 ]
فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعه كذابه
قوله تعالى: وكل شيء أحصيناه قال " كل " منصوب بفعل مضمر تفسيره: أحصيناه، والمعنى: أحصينا كل شيء، و الزجاج: كتابا توكيد لـ " أحصيناه " ، لأن معنى " أحصيناه " و " كتبناه " فيما يحصل ويثبت واحد . فالمعنى: كتبناه كتابا . قال المفسرون: وكل شيء من الأعمال أثبتناه في اللوح المحفوظ فذوقوا أي: فيقال لهم: ذوقوا جزاء فعالكم فلن نزيدكم إلا عذابا إن للمتقين الذين لم يشركوا مفازا وفيه قولان .
أحدهما: متنزها، قاله ابن عباس، والضحاك .
والثاني: فازوا بأن نجوا من النار بالجنة، ومن العذاب بالرحمة، قاله قال قتادة . " مفازا " في موضع " فوز " ابن قتيبة: حدائق قال الحدائق: بساتين نخل، واحدها: حديقة . ابن قتيبة:
قوله تعالى: وكواعب قال الكواعب: النواهد . قال ابن عباس: يقال: كعبت المرأة كعابة، فهي كاعب: إذا نتأ ثديها . وقد ذكرنا معنى " الأتراب " في [ص: 52] . ابن فارس:
قوله تعالى: وكأسا دهاقا فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: أنها الملأى، رواه عن أبو صالح وبه قال ابن عباس، الحسن، وقتادة، وابن زيد .
[ ص: 11 ] والثاني: أنها المتتابعة . رواه عن مجاهد وبه قال ابن عباس، وعن ابن جبير . كالقولين . مجاهد
والثالث: أنها الصافية، قاله عكرمة .
قوله تعالى: لا يسمعون فيها أي: في الجنة إذا شربوها لغوا وقد ذكرناه في [الطور: 23] وغيرها ولا كذابا أي: لا يكذب بعضهم بعضا، لأن أهل الدنيا إذا شربوا الخمر تكلموا بالباطل، وأهل الجنة منزهون عن ذلك .
قال وقراءة الفراء: علي رضي الله عنه " كذابا " بالتخفيف، كأنه -والله أعلم- لا يتكاذبون فيها . وكان يخفف هذه ويشدد، " وكذبوا بآياتنا كذابا " لأن " كذبوا " يقيد " الكذاب " بالمصدر، وهذه ليست مقيدة بفعل يصيرها مصدرا . وقد ذكرنا عن أبي عبيدة أن الكذاب بالتشديد والتخفيف مصدر المكاذبة . وقال الكسائي " الكذاب " بالتخفيف مصدر " كذب " ، مثل " الكتاب " مصدر " كتب " . أبو علي الفارسي:
قوله تعالى: جزاء قال المعنى: جازاهم بذلك جزاء، وكذلك " عطاء " ، لأن معنى أعطاهم وجازاهم واحد . و الزجاج: حسابا معناه: ما يكفيهم، أي: فيه كل ما يشتهون . يقال: أحسبني كذا بمعنى كفاني . رب السماوات قرأ نافع، وابن كثير، ، وأبو عمرو والمفضل: " رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن " برفع الباء من " رب " والنون من " الرحمن " على معنى: هو رب السموات . وقرأ عاصم، بخفض الباء والنون على الصفة من " ربك " . وقرأ وابن عامر حمزة بكسر الباء ورفع النون، واختار هذه القراءة الفراء، ووافقه على هذا جماعة، وعللوا بأن الرب قريب من المخفوض، والرحمن بعيد منه . والكسائي
[ ص: 12 ] قوله تعالى: لا يملكون منه خطابا فيه قولان .
أحدهما: لا يملكون الشفاعة إلا بإذنه قاله والثاني: لا يقدر الخلق أن يكلموا الرب إلا بإذنه، قاله ابن السائب . مقاتل .
قوله تعالى: يوم يقوم الروح فيه سبعة أقوال .
أحدها: أنه جند من جند الله تعالى، وليسوا بملائكة، رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال ابن عباس هم خلق على صورة بني مجاهد: آدم يأكلون ويشربون .
والثاني: أنه ملك أعظم من السموات والجبال، والملائكة، قاله ابن مسعود، وروى ومقاتل بن سليمان . عن عطاء قال: الروح: ملك ما خلق الله أعظم منه، فإذا كان يوم القيامة قام هو وحده صفا، وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا، فيكون عظم خلقه مثل صفوفهم . ابن عباس
والثالث: أنها أرواح الناس تقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد إلى الأجسام، رواه عطية عن ابن عباس .
والرابع: أنه جبريل عليه السلام قاله الشعبي، وسعيد بن جبير، والضحاك .
[ ص: 13 ] والخامس: أنهم بنو آدم، قاله الحسن، وقتادة .
والسادس: أنه القرآن، قاله زيد بن أسلم .
والسابع: أنهم أشرف الملائكة، قاله مقاتل بن حيان .
قوله تعالى: والملائكة صفا قال هما سماطان، سماط من الروح، وسماط من الملائكة . فعلى هذا يكون المعنى: يوم يقوم الروح صفا، والملائكة صفا . وقال الشعبي: معنى قوله تعالى: ابن قتيبة: صفا صفوفا .
قوله تعالى: لا يتكلمون يعني: الخلق كلهم إلا من أذن له الرحمن في الكلام وقال صوابا أي: قال في الدنيا صوابا، وهو الشهادة بالتوحيد عند أكثر المفسرين . وقال قال حقا في الدنيا، وعمل به مجاهد: ذلك اليوم الحق الكائن الواقع بلا شك فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا أي: مرجعا إليه بطاعته . ثم خوف كفار مكة، فقال تعالى: إنا أنذرناكم عذابا قريبا وهو عذاب الآخرة، وكل آت قريب يوم ينظر المرء ما قدمت يداه أي: يرى عمله مثبتا في صحيفته خيرا كان أو شرا ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا يا ليتني لم أبعث . وحكى عن بعض أشياخه أنه رأى في بعض التفاسير أن الكافر هاهنا: إبليس، وذلك أنه عاب الثعلبي آدم، لأنه خلق من التراب، فتمنى يوم القيامة أنه كان بمكان آدم، فقال: يا ليتني كنت ترابا .