إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون .
قوله تعالى: إن الذين أجرموا أي: أشركوا كانوا من الذين آمنوا يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل عمار، وبلال، وغيرهم . وخباب، يضحكون [ ص: 61 ] على وجه الاستهزاء بهم وإذا مروا يعني: المؤمنين بهم أي: بالكفار يتغامزون أي: يشيرون بالجفن والحاجب استهزاء بهم وإذا انقلبوا يعني: الكفار إلى أهلهم انقلبوا فكهين أي: متعجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم . وقرأ أبو جعفر، وحفص عن عاصم، وعبد الرزاق عن " فكهين " بغير ألف . وقد شرحنا معنى القراءتين في [يس: 55] ابن عامر: وإذا رأوهم أي: رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا إن هؤلاء لضالون يقول الله تعالى: وما أرسلوا يعني الكفار عليهم أي: على المؤمنين حافظين يحفظون أعمالهم عليهم، أي: لم يوكلوا بحفظ أعمالهم فاليوم يعني: في الآخرة الذين آمنوا من الكفار يضحكون إذا رأوهم يعذبون في النار . قال يقال لأهل النار وهم فيها: اخرجوا، وتفتح لهم أبوابها، فإذا أقبلوا يريدون الخروج، غلقت أبوابها دونهم . والمؤمنون أبو صالح: على الأرائك ينظرون إلى عذاب عدوهم . قال لكل رجل من أهل الجنة ثلمة ينظرون إلى أعداء الله كيف يعذبون، فيحمدون الله على ما أكرمهم به، فهم يكلمون أهل النار ويكلمونهم إلى أن تطبق النار على أهلها، فتسد حينئذ الكوى . مقاتل:
قوله تعالى: هل ثوب الكفار وقرأ حمزة، والكسائي، وهارون عن " أبي عمرو: هل ثوب " بإدغام اللام . أي: هل جوزوا وأثيبوا على استهزائهم بالمؤمنين في الدنيا؟ وهذا الاستفهام بمعنى التقرير .