ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين .
قوله تعالى: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه قد سبق معنى "ألم تر" . وحاج: بمعنى خاصم ، وهو نمروذ في قول الجماعة . قال ملك الأرض شرقها وغربها; [ ص: 308 ] مؤمنان ، وكافران ، فالمؤمنان ابن عباس: سليمان بن داود ، وذو القرنين . والكافران: نمروذ ، وبختنصر . قال معنى الآية: حاج ابن قتيبة: إبراهيم ، لأن الله آتاه الملك ، فأعجب بنفسه [وملكه ] .
قوله تعالى: إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال بعضهم: هذا جواب سؤال سابق غير مذكور ، تقديره: أنه قال له: من ربك؟ فقال: ربي الذي يحيي ويميت . قال نمروذ: أنا أحيي وأميت . قال يقول: أترك من شئت ، وأقتل من شئت . فإن قيل: لم انتقل ابن عباس: إبراهيم إلى حجة أخرى ، وعدل عن نصرة الأولى؟ فالجواب: أن إبراهيم رأى من فساد معارضته أمرا على ضعف فهمه ، فإنه عارض اللفظ بمثله ، ونسي اختلاف الفعلين ، فإن نقل إلى حجة أخرى ، قصدا لقطع المحاج ، لا عجزا عن نصرة الأولى .
قوله تعالى: فبهت الذي كفر أي: انقطعت حجته ، فتحير ، وقرأ أبو رزين العقيلي ، وابن السميفع : "فبهت" بفتح الباء والهاء . وقرأ أبو الجوزاء ، ويحيى بن يعمر ، وأبو حيوة: "فبهت" بفتح الباء ، وضم الهاء . قال ومن الكسائي: العرب من يقول: بهت ، وبهت ، بكسر الهاء وضمها ، والله لا يهدي القوم الظالمين يعني: الكافرين . قال لا يهديهم إلى الحجة ، وعنى بذلك مقاتل: نمروذ .