[ ص: 324 ] يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب    . 
قوله تعالى: يؤتي الحكمة من يشاء  في المراد بهذه الحكمة أحد عشر قولا . أحدها: أنها القرآن ، قاله  ابن مسعود ،   ومجاهد ،   والضحاك ،   ومقاتل  في آخرين . والثاني: معرفة ناسخ القرآن ، ومنسوخه ، ومحكمه ، ومتشابهه ، ومقدمه ، ومؤخره ، ونحو ذلك ، رواه علي بن أبي طلحة  عن  ابن عباس .  والثالث: النبوة ، رواه  أبو صالح  عن  ابن عباس .  والرابع: الفهم في القرآن ، قاله  أبو العالية ،   وقتادة ،  وإبراهيم .  والخامس: العلم والفقه ، رواه  ليث  عن  مجاهد .  والسادس: الإصابة في القول ، رواه  ابن أبي نجيح  عن  مجاهد .  والسابع الورع في دين الله ، قاله  الحسن .  والثامن: الخشية لله ، قاله  الربيع بن أنس .  والتاسع: العقل في الدين ، قاله ابن زيد .  والعاشر: الفهم ، قاله شريك . والحادي عشر: العلم والعمل ، لا يسمى الرجل حكيما إلا إذا جمعهما ، قاله  ابن قتيبة .  
قوله تعالى: ومن يؤت الحكمة  قرأ يعقوب  بكسر تاء "يؤت" ، ووقف عليها بهاء . والمعنى: ومن يؤته الله الحكمة . وكذلك هي في قراءة  ابن مسعود  بهاء بعد التاء . 
قوله تعالى:  (وما يذكر)  قال  الزجاج:  أي: وما يتفكر فكرا يذكره به ما قص من آيات القرآن إلا ذوو العقول . قال  ابن قتيبة:   "أولو" بمعنى: ذوو ، وواحد "أولو" "ذو" و"أولات": "ذات" . 
				
						
						
