قوله تعالى: وما يخدعون إلا أنفسهم قرأ ابن كثير ، ونافع ، (وما يخادعون) وقرأ الكوفيون ، وأبو عمرو: (يخدعون) ، والمعنى: أن وبال ذلك الخداع عائد عليهم . وابن عامر:
ومتى يعود وبال خداعهم عليهم؟ فيه قولان .
أحدهما: في دار الدنيا ، وذلك بطريقين . أحدهما: بالاستدراج والإمهال الذي يزيدهم عذابا . باطلاع النبي والمؤمنين على أحوالهم التي أسروها .
والقول الثاني: أن عود الخداع عليهم في الآخرة . وفي ذلك قولان .
أحدهما: أنه يعود عليهم عند ضرب الحجاب بينهم وبين المؤمنين ، وذلك قوله: قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب [ الحديد: 13 ] .
والثاني: أنه يعود عليهم عند اطلاع أهل الجنة عليهم ، فإذا رأوهم طمعوا في نيل راحة من قبلهم ، فقالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله [ الأعراف: 50 ] فيجيبونهم: إن الله حرمهما على الكافرين [ الأعراف: 51 ] .