nindex.php?page=treesubj&link=24660_32022_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=104ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=104 (ولتكن منكم أمة) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: معنى الكلام: ولتكونوا كلكم أمة تدعون إلى الخير ، وتأمرون بالمعروف ، ولكن "من" هاهنا تدخل لتخض المخاطبين من سائر الأجناس ، وهي مؤكدة أن الأمر للمخاطبين ، ومثله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30فاجتنبوا الرجس من الأوثان [ الحج: 20 ] معناه: اجتنبوا الأوثان ، فإنها رجس . ومثله قول الشاعر:
أخو رغائب يعطيها ويسألها يأبى الظلامة منه النوفل الزفر
وهو النوفل الزفر ، لأنه وصفه بإعطاء الرغائب . والنوفل: الكثير الإعطاء للنوافل ، والزفر: الذي يحمل الأثقال . ويدل على أن الكل أمروا بالمعروف والنهي عن المنكر . قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110 (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) قال: ويجوز أن يكون أمر منهم فرقة ، لأن الدعاة ينبغي أن يكونوا علماء بما يدعون
[ ص: 435 ] إليه ، وليس الخلق كلهم علماء ، والعلم ينوب بعض الناس فيه عن بعض ، كالجهاد . فأما الخير ، ففيه قولان .
أحدهما: أنه الإسلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
والثاني: العمل بطاعة الله . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي . وأما المعروف ، فهو ما يعرف كل عاقل صوابه ، وضده المنكر ، وقيل: المعروف هاهنا: طاعة الله ، والمنكر: معصيته .
nindex.php?page=treesubj&link=24660_32022_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=104وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=104 (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: مَعْنَى الْكَلَامِ: وَلِتَكُونُوا كُلُّكُمْ أُمَّةً تَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ، وَتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَكِنَّ "مِنْ" هَاهُنَا تَدْخُلُ لِتَخُضَّ الْمُخَاطَبِينَ مِنْ سَائِرِ الْأَجْنَاسِ ، وَهِيَ مُؤَكِّدَةٌ أَنَّ الْأَمْرَ لِلْمُخَاطَبِينَ ، وَمِثْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=30فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ [ الْحَجِّ: 20 ] مَعْنَاهُ: اجْتَنِبُوا الْأَوْثَانَ ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ . وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَخُو رَغَائِبَ يُعْطِيهَا وَيَسْأَلُهَا يَأْبَى الظُّلَامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزَّفْرُ
وَهُوَ النَّوْفَلُ الزَّفْرُ ، لِأَنَّهُ وَصَفَهُ بِإِعْطَاءِ الرَّغَائِبِ . وَالنَّوْفَلُ: الْكَثِيرُ الْإِعْطَاءِ لِلنَّوَافِلِ ، وَالزَّفْرُ: الَّذِي يَحْمِلُ الْأَثْقَالَ . وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْكُلَّ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ . قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110 (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَمَرَ مِنْهُمْ فِرْقَةً ، لِأَنَّ الدُّعَاةَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا عُلَمَاءَ بِمَا يَدْعُونَ
[ ص: 435 ] إِلَيْهِ ، وَلَيْسَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عُلَمَاءَ ، وَالْعِلْمُ يَنُوبُ بَعْضُ النَّاسِ فِيهِ عَنْ بَعْضٍ ، كَالْجِهَادِ . فَأَمَّا الْخَيْرُ ، فَفِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ الْإِسْلَامُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
وَالثَّانِي: الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ . وَأَمَّا الْمَعْرُوفُ ، فَهُوَ مَا يَعْرِفُ كُلُّ عَاقِلٍ صَوَابَهُ ، وَضِدُّهُ الْمُنْكَرُ ، وَقِيلَ: الْمَعْرُوفُ هَاهُنَا: طَاعَةُ اللَّهِ ، وَالْمُنْكَرُ: مَعْصِيَتُهُ .