يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون    . 
قوله تعالى:  (يا أيها الذين آمنوا اصبروا)  قال  أبو سلمة بن عبد الرحمن:  نزلت في انتظار الصلاة بعد الصلاة ، وليس يومئذ غزو يرابط . وفي الذي أمروا بالصبر عليه خمسة أقوال . 
أحدها: البلاء والجهاد ، قاله  ابن عباس .  
 [ ص: 534 ] الثاني: الدين ، قاله  الحسن ،   والقرظي ،   والزجاج .  
والثالث: المصائب ، روي عن  الحسن  أيضا . والرابع: الفرائض ، قاله  سعيد بن جبير .  
والخامس: طاعة الله ، قاله  قتادة .  وفي الذي أمروا بمصابرته قولان . 
أحدهما: العدو ، قاله  ابن عباس ،  والجمهور . 
والثاني: الوعد الذي وعدهم الله: قاله  عطاء ،   والقرظي .  وفيما أمروا بالمرابطة عليه قولان . 
أحدهما: الجهاد للأعداء ، قاله  ابن عباس ،   والحسن ،   وقتادة  في آخرين . قال  ابن قتيبة:  وأصل المرابطة  والرباط: أن يربط هؤلاء خيولهم ، وهؤلاء خيولهم في الثغر ، كل يعد لصاحبه . 
والثاني: أنه الصلاة ، أمروا بالمرابطة عليها ، قاله  أبو سلمة بن عبد الرحمن ،  وقد ذكرنا في (البقرة) معنى "لعل" ومعنى "الفلاح" . 
تم - بعون الله تبارك وتعالى - الجزء الأول من كتاب "زاد المسير في علم التفسير" ويليه الجزء الثاني ، وأوله: تفسير سورة (النساء) 
				
						
						
