فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين
قوله تعالى: فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم قال المفسرون: نزلت في المنافقين ، ثم لهم في ذلك قولان .
أحدهما: أن اليهود والنصارى كانوا يميرون المنافقين ويقرضونهم فيوادونهم ، فلما نزلت لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء قال المنافقون: كيف نقطع مودة قوم إن أصابتنا سنة وسعوا علينا ، فنزلت هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . وممن قال: نزلت في المنافقين ، ولم يعين: مجاهد ، وقتادة .
والثاني: أنها نزلت في عبد الله بن أبي ، قاله عطية العوفي .
وفي المراد بالمرض قولان .
أحدهما: أنه الشك ، قاله مقاتل . والثاني: النفاق ، قاله الزجاج .
[ ص: 379 ] وفي قوله: يسارعون فيهم ثلاثة أقوال .
أحدها: يسارعون في موالاتهم ومناصحتهم ، قاله مجاهد ، وقتادة .
والثاني: في رضاهم ، قاله ابن قتيبة . والثالث: في معاونتهم على المسلمين ، قاله الزجاج . وفي المراد "بالدائرة" قولان .
أحدهما: الجدب والمجاعة ، قاله ابن عباس . قال ابن قتيبة: نخشى أن يدور علينا الدهر بمكروه ، يعنون الجدب ، فلا يبايعونا ، و [نمتار فيهم] فلا يميرونا .
والثاني: انقلاب الدولة لليهود على المسلمين ، قاله مقاتل .
وفي المراد بالفتح أربعة أقوال .
أحدها: فتح مكة ، قاله ابن عباس ، والسدي . والثاني: فتح قرى اليهود ، قاله الضحاك . والثالث: نصر النبي صلى الله عليه وسلم على من خالفه ، قاله قتادة ، والزجاج .
والرابع: الفرج ، قاله ابن قتيبة . وفي الأمر أربعة أقوال .
أحدها: إجلاء بني النضير وأخذ أموالهم ، وقتل قريظة ، وسبي ذراريهم ، قاله ابن السائب ، ومقاتل . والثاني: الجزية ، قاله السدي . والثالث: الخصب ، قاله ابن قتيبة . والرابع: أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بإظهار أمر المنافقين وقتلهم ، قاله الزجاج . وفيما أسروا قولان .
أحدهما: موالاتهم . والثاني: قولهم لعل محمدا لا ينصر .


