إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم   
قوله تعالى: إن تعذبهم فإنهم عبادك  قال  الحسن ،   وأبو العالية:  إن تعذبهم ، فبإقامتهم على كفرهم ، وإن تغفر لهم ، فبتوبة كانت منهم . وقال  الزجاج   : علم عيسى  أن منهم من آمن ، ومنهم من أقام على الكفر ، فقال في جملتهم: إن تعذبهم  أي: إن تعذب من كفر منهم فإنهم عبادك ، وأنت العادل فيهم ، لأنك قد أوضحت لهم الحق ، فكفروا ، وإن تغفر لهم ، أي: وإن تغفر لمن أقلع منهم ، وآمن ، فذلك تفضل منك ، لأنه قد كان لك أن لا تغفر لهم بعد عظيم فريتهم ، وأنت في مغفرتك لهم عزيز ، لا يمتنع عليك ما تريد ، حكيم في ذلك . وقال  ابن الأنباري:  معنى الكلام: لا ينبغي لأحد أن يعترض عليك ، فإن عذبتهم ، فلا اعتراض عليك ، وإن غفرت لهم -ولست فاعلا إذا ماتوا على الكفر- فلا اعتراض عليك .  [ ص: 466 ] وقال غيره: العفو لا ينقص عزك ، ولا يخرج عن حكمك . وقد روى  أبو ذر  قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام ليلة بآية يرددها: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم   . 
				
						
						
