وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين
قوله تعالى: وكذلك فتنا بعضهم ببعض المعنى: وكما ابتلينا قبلك الغني بالفقير ، ابتلينا أيضا بعضهم ببعض . "وفتنا" بمعنى: ابتلينا واختبرنا; "ليقولوا" ، يعني الكبراء "أهؤلاء" يعنون الفقراء والضعفاء من الله عليهم بالهدى؟ وهذا استفهام معناه الإنكار ، كأنهم أنكروا أن يكونوا سبقوهم بفضيلة .
قال ابتلى الله الرؤساء بالموالي ، فإذا نظر الشريف إلى الوضيع قد آمن قبله ، أنف أن يسلم ، ويقول: سبقني هذا؟ [ ص: 48 ] قوله تعالى: ابن السائب: أليس الله بأعلم بالشاكرين أي: بالذين يشكرون نعمته إذا من عليهم بالهداية . والمعنى: إنما يهدي الله من يعلم أنه يشكر . والاستفهام في "أليس" ، معناه التقرير ، أي: إنه كذلك .