قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين
قوله تعالى: قل إني على بينة من ربي سبب نزولها أن النضر بن الحارث وسائر قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به ، استهزاء; وقام النضر عند الكعبة وقال: اللهم إن كان ما يقول حقا ، فائتنا بالعذاب; فنزلت هذه الآية; رواه عن أبو صالح فأما البينة ، فهي الدلالة التي تفصل بين الحق والباطل . قال ابن عباس . : أنا على أمر بين ، لا متبع لهوى . الزجاج
قوله تعالى: وكذبتم به في هاء الكناية ، ثلاثة أقوال .
أحدها: أنها ترجع إلى الرب . والثاني: ترجع إلى البيان . والثالث: ترجع إلى العذاب الذي طلبوه استهزاء
قوله تعالى: ما عندي ما تستعجلون به أي: ما بيدي . وفي الذي استعجلوا به قولان .
أحدهما: أنه العذاب; قاله ابن عباس ، والحسن .
والثاني: أنه الآيات التي كانوا يقترحونها; ذكره . [ ص: 52 ] قوله تعالى: الزجاج إن الحكم إلا لله فيه قولان .
أحدهما: أنه الحكم الذي يفصل به بين المختلفين بإيجاب الثواب والعقاب .
والثاني: أنه القضاء بإنزال العذاب على المخالف .
قوله تعالى: يقص الحق قرأ ابن كثير ، وعاصم ، "يقص الحق" بالصاد المشددة ، من القصص; والمعنى: أن كل ما أخبر به فهو حق . وقرأ ونافع أبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة "يقضي الحق" من القضاء; والمعنى يقضي القضاء الحق . والكسائي: