[ ص: 77 ] وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون .
قوله تعالى: وكيف أخاف ما أشركتم أي: من هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ، ولا تخافون أنتم أنكم أشركتم بالله الذي خلقكم ورزقكم ، وهو قادر على ضركم ونفعكم ما لم ينزل به عليكم سلطانا أي: حجة فأي الفريقين أحق بالأمن أي: بأن يأمن العذاب ، الموحد الذي يعبد من بيده الضر والنفع؟ أم المشرك الذي يعبد ما لا يضر ولا ينفع؟ ثم بين الأحق من هو بقوله: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أي: يخلطوه بشرك . روى البخاري ، في "صحيحيهما" من حديث ومسلم قال: ابن مسعود لقمان لابنه: إن الشرك لظلم عظيم [لقمان:13]؟ لما نزلت هذه الآية ، شق ذلك على المسلمين ، فقالوا: يا رسول الله ، وأينا ذلك؟ فقال إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا ما قال
وفيمن عني بهذه الآية ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه إبراهيم وأصحابه ، وليست في هذه الأمة ، قاله وقال في رواية أخرى: هذه الآية علي بن أبي طالب . لإبراهيم خاصة ، ليس لهذه الأمة منها شيء .
والثاني: أنه من هاجر إلى المدينة ، قاله عكرمة .
والثالث: أنها عامة ، ذكره بعض المفسرين . وهل هي من قول إبراهيم لقومه ، أم جواب من الله تعالى؟ فيه قولان .