وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون [ ص: 92 ] قوله تعالى: وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة يعني آدم "فمستقر" قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب ، إلا رويسا: بكسر القاف . وقرأ نافع ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، بفتحها . قال والكسائي: من كسر ، فالمعنى "فمنكم مستقر" ومن نصب ، فالمعنى: "فلكم مستقر" فأما مستودع فبالفتح ، لا غير ومعناه على فتح القاف: "ولكم مستودع" وعلى كسر القاف: "منكم مستودع" . وللمفسرين في هذا المستقر والمستودع تسعة أقوال . الزجاج
أحدها: فمستقر في الأرحام ، ومستودع في الأصلاب ، رواه عن العوفي وبه قال ابن عباس ، سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعطاء ، والضحاك ، والنخعي ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد .
والثاني: المستقر في الأرحام ، والمستودع في القبر ، قاله ابن مسعود .
والثالث: المستقر في الأرض ، والمستودع في الأصلاب ، رواه عن ابن جبير ابن عباس .
والرابع: المستقر والمستودع في الرحم ، رواه قابوس عن أبيه عن ابن عباس .
والخامس: المستقر حيث يأوي ، والمستودع حيث يموت ، رواه مقسم عن ابن عباس .
والسادس: المستقر في الدنيا ، والمستودع في القبر .
والسابع: المستقر في القبر ، والمستودع في الدنيا ، وهو عكس الذي قبله ، رويا عن الحسن .
والثامن: المستقر في الدنيا ، والمستودع عند الله تعالى ، قاله مجاهد .
والتاسع: المستقر في الأصلاب ، والمستودع في الأرحام ، قاله ابن بحر ، وهو عكس الأول .