القول في تأويل قوله تعالى :
[ 115 ] وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم .
وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون هذا من تتمة ما تقدم من تأكد مباينة المشركين ، والبراءة منهم ، وترك الاستغفار لهم ، وذلك لأنهم حقت عليهم الكلمة ، حيث قامت عليهم الحجة بإبلاغ الرسول إليهم ما يتقون ، ودلالته إياهم على الصراط السوي فضلوا عنه ، فأضلهم الله ، واستحقوا عقابه .
[ ص: 3284 ] وقوله تعالى : إن الله بكل شيء عليم تعليل لما سبق ، أي : إنه تعالى عليم بجميع الأشياء التي من جملتها حاجتهم إلى بيان قبح ما لا يستقل العقل بمعرفته ، فبين لهم ذلك ، كما فعل هنا .
وقوله تعالى :