القول في تأويل قوله تعالى :
[57-60] قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين .
قال أي : إبراهيم ، بعد أن ذهب عنه الروع : فما خطبكم أي : أمركم الخطير [ ص: 3760 ] الذي لأجله أرسلتم سوى البشارة : أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين أي : إلى إهلاكهم . يعنون قوم لوط .
إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين أي : الباقين مع الكفرة ، لتهلك معهم . وإسناد التقدير له مجازي من باب قول خواص الملك (دبرنا كذا وأمرنا بكذا ) وإنما يعنون دبر الملك وأمر . هذا إذا كان ( قدرنا ) بمعنى أردنا وقضينا . وإن كان بمعنى علمنا ، فلا غرو في علم الملائكة ذلك ، بإخباره تعالى إياهم به .
ومن الناس من يجعل ( قدرنا ) من كلامه تعالى ، غير محكي عن الملائكة . قال في ("الانتصاف ") : وهو الظاهر لاستغنائه عن التأويل .