القول في تأويل قوله تعالى:
[30] قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا [31] وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا .
قال إني عبد الله أنطقه الله بذلك. أولا تحقيقا للحق في شأنه وتنزيها لله تعالى عن الولد، ردا على من يزعم ربوبيته ونبوته: آتاني الكتاب أي: الإنجيل: وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت أي: كثير الخير حيثما وجدت. أبلغ وحي ربي لتقويم النفوس وكبح الشهوات والأخذ بما هو مناط السعادات. والتعبير بلفظ الماضي في الأفعال الثلاثة، إما باعتبار ما سبق في القضاء المحتوم، أو جعل الآتي، لا محالة، كأنه وجد: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا أي: أمرني بالعبادة وإنفاق المال مدة حياتي.