ثم وصف شدة شأن مقولهم بقوله سبحانه:
[ ص: 4165 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[90] تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا [91] أن دعوا للرحمن ولدا [92] وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا [93] إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا .
تكاد السماوات يتفطرن منه أي: يتشققن: وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن أي: لأن: دعوا للرحمن ولدا وذلك لغيرتها على المقام الرباني الأحدي أن ينسب له ما ينزه عنه ويعر بحاجته ووجود كفء له وفنائه. وذلك لأن الولادة إنما تكون من الحي الذي له مزاج فهو مركب ونهايته إلى انحلال وفناء، وهو سبحانه تنزه عن ذلك، كما قال: وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا أي: مملوكا له يأوي إليه بالعبودية والذل.