القول في تأويل قوله تعالى :
[35 - 36] الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون .
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم أي : خافت لتأثرهم عند ذكره مزيد تأثر : والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها أي : في ذبحها تضحية : خير من المنافع الدينية والدنيوية : فاذكروا اسم الله عليها صواف أي : قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن . وعن : قياما على ثلاث قوائم ، معقولة يدها اليسرة . يقول : بسم الله ، والله أكبر ، لا إله إلا الله : اللهم منك ولك . وفي الصحيحين ابن عباس ; أنه أتى على رجل قد أناخ [ ص: 4344 ] بدنة وهو ينحرها . فقال : ابعثها قياما مقيدة سنة ابن عمر أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . وفي صحيح عن عن مسلم في صفة حجة الوداع ، قال فيه : جابر ، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثا وستين بدنة . جعل يطعنها بحربة في يده فإذا وجبت جنوبها أي : سقطت على الأرض ، وهو كناية عن الموت : فكلوا منها وأطعموا القانع أي : السائل : والمعتر أي : المتعرض بغير سؤال . أو القانع الراضي بما عنده وبما يعطى من غير سؤال ، والمعتر المتعرض بسؤال وقد استنبط أن : فيأكل ثلثا ويهدي ثلثا ويتصدق بثلث . الأضحية تجزأ ثلاثة أجزاء
كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون أي : ذللناها لكم ، لتشكروا إنعامنا ، والشكر صرف العبد ما أنعم عليه ، إلى ما خلق لأجله .