[ ص: 4660 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[9 - 12]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28743_31907_31908_31910_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم nindex.php?page=treesubj&link=19995_28752_31791_31907_31942_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون nindex.php?page=treesubj&link=28723_28743_29694_31910_32491_34298_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=28752_31907_31942_34274_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم وفي إيثار هذه الأسماء الجليلة سر بديع. وهو الإشارة الجملية إلى روح إرساله عليه السلام. أي: أنا الله لا تلك المعبودات التي عكف عليها قوم
فرعون، العزيز الغالب القاهر لكل عات متمرد، الحكيم في البعثة والإرسال، والتفضل والإفضال. ثم أمره تعالى أن يلقي عصاه من يده ليريه دليلا واضحا على أنه القادر على كل شيء، بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان هو ضرب من الحيات، أسرعه حركة وأكثره اضطرابا:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10ولى أي: من الخوف:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10مدبرا ولم يعقب أي: لم يرجع على عقبه من شدة خوفه:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون أي: لحفظي لهم وعنايتي بهم وعصمتي إياهم مما يؤذيهم. وفيه تبشير له باصطفائه بالرسالة والنبوة. وتشجيع له بنزع الخوف. إذ لا يتمكن من أداء الرسالة، ما لم يزل خوفه من المرسل إليه. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم استثناء منقطع. استدرك به ما عسى يختلج في الخلد من نفي الخوف عن كلهم. مع أن منهم من فرطت منه صغيرة ما، مما يجوز صدوره عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فإنهم وإن صدر عنهم شيء من ذلك، فقد فعلوا عقيبه ما يبطله، ويستحقون به من الله تعالى مغفرة ورحمة. وقد قصد به التعريض بما وقع من
[ ص: 4661 ] موسى عليه الصلاة والسلام، من وكزه القبطي والاستغفار. قاله
أبو السعود. وسبقه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري حيث قال: يوشك أن يقصد بهذا، التعريض بما وجد من
موسى. وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها، وسماه ظلما كما قال
موسى: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=16رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ثم أشار تعالى إلى آية خارقة غير العصا، آتاه إياها، بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء أي: آفة كبرص:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12في تسع آيات أي: غيرها تؤتاها، إذا جحد
فرعون رسالتك. وهي ضرب ماء النهر بالعصا فينقلب دما. وإصعاد الضفادع على أرض
مصر. وضرب التراب فتمتلئ الأرض قملا. وإرسال الجراد عليهم. والوباء الشديد. وإصابة أجسادهم بالقروح والدمامل والبثور. وإهلاك حصادهم بالبرد الشديد. وتغشيتهم بظلام كثيف، على ما روي، وفي: "تسع" أوجه: أحدها أنها حال ثالثة. أي: تخرج آية في تسع آيات. والثاني أنها متعلقة بمحذوف، أي: اذهب في تسع. والثالث أن يتعلق بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وألق عصاك nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وأدخل يدك أي: في جملة
nindex.php?page=treesubj&link=31942تسع آيات. و(في) بمعنى: (مع):
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12إلى فرعون أي: مرسلا بها إلى
فرعون: nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين أي: خارجين عن الحدود، في الكفر والعدوان. وهذا تعليل للإرسال.
[ ص: 4660 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[9 - 12]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28743_31907_31908_31910_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=19995_28752_31791_31907_31942_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_28743_29694_31910_32491_34298_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28752_31907_31942_34274_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=9يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَفِي إِيثَارِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْجَلِيلَةِ سِرٌّ بَدِيعٌ. وَهُوَ الْإِشَارَةُ الْجُمْلِيَّةُ إِلَى رُوحِ إِرْسَالِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. أَيْ: أَنَا اللَّهُ لَا تِلْكَ الْمَعْبُودَاتُ الَّتِي عَكَفَ عَلَيْهَا قَوْمُ
فِرْعَوْنَ، الْعَزِيزُ الْغَالِبُ الْقَاهِرُ لِكُلِّ عَاتٍ مُتَمَرِّدٍ، الْحَكِيمُ فِي الْبَعْثَةِ وَالْإِرْسَالِ، وَالتَّفَضُّلِ وَالْإِفْضَالِ. ثُمَّ أَمَرَهُ تَعَالَى أَنْ يُلْقِيَ عَصَاهُ مِنْ يَدِهِ لِيُرِيَهُ دَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى أَنَّهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ، أَسْرَعُهُ حَرَكَةً وَأَكْثَرُهُ اضْطِرَابًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وَلَّى أَيْ: مِنَ الْخَوْفِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ أَيْ: لَمْ يَرْجِعْ عَلَى عَقِبِهِ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ أَيْ: لِحِفْظِي لَهُمْ وَعِنَايَتِي بِهِمْ وَعِصْمَتِي إِيَّاهُمْ مِمَّا يُؤْذِيهِمْ. وَفِيهِ تَبْشِيرٌ لَهُ بِاصْطِفَائِهِ بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ. وَتَشْجِيعٌ لَهُ بِنَزْعِ الْخَوْفِ. إِذْ لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ أَدَاءِ الرِّسَالَةِ، مَا لَمْ يَزَلْ خَوْفُهُ مِنَ الْمُرْسَلِ إِلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=11إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ. اسْتُدْرِكَ بِهِ مَا عَسَى يَخْتَلِجُ فِي الْخُلْدِ مِنْ نَفْيِ الْخَوْفِ عَنْ كُلِّهِمْ. مَعَ أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ فَرَطَتْ مِنْهُ صَغِيرَةٌ مَا، مِمَّا يَجُوزُ صُدُورُهُ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. فَإِنَّهُمْ وَإِنْ صَدَرَ عَنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَقَدْ فَعَلُوا عَقِيبَهُ مَا يُبْطِلُهُ، وَيَسْتَحِقُّونَ بِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً. وَقَدْ قَصَدَ بِهِ التَّعْرِيضَ بِمَا وَقَعَ مِنْ
[ ص: 4661 ] مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، مِنْ وَكْزِهِ الْقِبْطِيِّ وَالِاسْتِغْفَارِ. قَالَهُ
أَبُو السُّعُودِ. وَسَبَقَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ حَيْثُ قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يَقْصِدَ بِهَذَا، التَّعْرِيضَ بِمَا وَجَدَ مِنْ
مُوسَى. وَهُوَ مِنَ التَّعْرِيضَاتِ الَّتِي يَلْطُفُ مَأْخَذُهَا، وَسَمَّاهُ ظُلْمًا كَمَا قَالَ
مُوسَى: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=16رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ثُمَّ أَشَارَ تَعَالَى إِلَى آيَةٍ خَارِقَةٍ غَيْرِ الْعَصَا، آتَاهُ إِيَّاهَا، بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ أَيْ: آفَةٍ كَبَرَصٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12فِي تِسْعِ آيَاتٍ أَيْ: غَيْرِهَا تُؤْتَاهَا، إِذَا جَحَدَ
فِرْعَوْنُ رِسَالَتَكَ. وَهِيَ ضَرْبُ مَاءِ النَّهْرِ بِالْعَصَا فَيَنْقَلِبُ دَمًا. وَإِصْعَادُ الضَّفَادِعِ عَلَى أَرْضِ
مِصْرَ. وَضَرْبُ التُّرَابِ فَتَمْتَلِئُ الْأَرْضُ قُمَّلًا. وَإِرْسَالُ الْجَرَادِ عَلَيْهِمْ. وَالْوَبَاءُ الشَّدِيدُ. وَإِصَابَةُ أَجْسَادِهِمْ بِالْقُرُوحِ وَالدَّمَامِلِ وَالْبُثُورِ. وَإِهْلَاكُ حَصَادِهِمْ بِالْبَرْدِ الشَّدِيدِ. وَتَغْشِيَتُهُمْ بِظَلَامٍ كَثِيفٍ، عَلَى مَا رُوِيَ، وَفِي: "تِسْعٍ" أَوْجُهٌ: أَحَدُهَا أَنَّهَا حَالٌ ثَالِثَةٌ. أَيْ: تَخْرُجُ آيَةٌ فِي تِسْعِ آيَاتٍ. وَالثَّانِي أَنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، أَيِ: اذْهَبْ فِي تِسْعٍ. وَالثَّالِثُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=10وَأَلْقِ عَصَاكَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وَأَدْخِلْ يَدَكَ أَيْ: فِي جُمْلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=31942تِسْعِ آيَاتٍ. وَ(فِي) بِمَعْنَى: (مَعَ):
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12إِلَى فِرْعَوْنَ أَيْ: مُرْسَلًا بِهَا إِلَى
فِرْعَوْنَ: nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=12وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ أَيْ: خَارِجِينَ عَنِ الْحُدُودِ، فِي الْكُفْرِ وَالْعُدْوَانِ. وَهَذَا تَعْلِيلٌ لِلْإِرْسَالِ.