[ ص: 682 ] القول في تأويل قوله تعالى:
[266] أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون .
أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر أي: كبر السن، فإن الفاقة والعالة في الشيخوخة أصعب: وله ذرية ضعفاء صغار لا قدرة لهم على الكسب: فأصابها إعصار أي: ريح شديدة: فيه نار فاحترقت تلك الجنة، وبقي صاحبها بمضيعة مع ضعفه وثقل ظهره بالعيال وقلة المال، والمعنى: تمثيل حال من يفعل الأفعال الحسنة، ويضم إليها ما يحبطها، كرياء وإيذاء، في الحسرة والأسف إذا كان يوم القيامة، واشتدت حاجته إليها وجدها محبطة بحال من هذا شأنه: كذلك أي: مثل هذا البيان: يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون أي: فيها، فتعتبرون بها. وروى في التفسير عن البخاري قال: قال عبيد بن عمير رضي الله تعالى عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فيم ترون هذه الآية نزلت: عمر أيود أحدكم أن تكون له جنة قالوا: الله أعلم، فغضب فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم. فقال عمر في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. قال ابن عباس: يا ابن أخي، قل ولا تحقر نفسك. قال عمر: ضربت مثلا لعمل. قال ابن عباس: أي عمل؟ قال عمر: لعمل. قال ابن عباس: لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل، ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي، [ ص: 683 ] حتى أغرق أعماله. (قال عمر: وهو من أفراد ابن كثير البخاري) من طريق ولابن جرير عن عطاء معناه: أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل الخير، حتى إذا كان حين فني عمره ختم ذلك بعمل أهل الشقاء، فأفسد ذلك فأحرقه. ابن عباس