القول في تأويل قوله تعالى:
[ 32 ] فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب .
فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي أي: آثرته عليه، عدل عنه للمناسبة [ ص: 5099 ] اللفظية وقصد التجنيس، وفائدة التضمين إشارة إلى عروضه، و: ذكر ربي إما مضاف لفاعله أو لمفعوله.
قال : و { الخير } المال كقوله: الزمخشري إن ترك خيرا وقوله: وإنه لحب الخير لشديد والمال: الخيل التي شغلته، أو سمى الخيل خيرا كأنها نفس الخير، لتعلق الخير بها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وقال في « زيد الخيل حين وفد عليه وأسلم: « ما وصف لي رجل فرأيته، إلا كان دون ما بلغني، إلا زيد الخيل » وسماه زيد الخير ، وسأل رجل رضي الله عنه عن قوم يستبقون، من السابق؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له الرجل: أردت الخيل. فقال: وأنا أردت الخير بلالا حتى توارت بالحجاب أي: غربت الشمس، متعلق بقوله تعالى: أحببت وفيه استعارة تصريحية، أو مكنية لتشبيه الشمس بامرأة حسناء، أو ملك. وباء: بالحجاب للظرفية، أو الاستعانة، أو الملابسة.