القول في تأويل قوله تعالى:
[ 8 - 12] يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون .
[ ص: 5320 ] يسمع آيات الله أي: لا بالإخبار عنها بالغيب، بل: تتلى عليه ثم يصر أي: على إنكارها: مستكبرا أي: عن قبولها، لا يتأثر بها أصلا: كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا استهانة بها: أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم أي: من بعد انقضاء آجالهم، عذابها: ولا يغني عنهم ما كسبوا أي: من الأموال والأولاد: شيئا أي: من عذاب الله: ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء يعني آلهتهم التي عبدوها، أو رؤساءهم الذين أطاعوهم في الكفر، واتخذوهم نصراء في الدنيا: ولهم عذاب عظيم هذا أي: القرآن: هدى أي: بيان ودليل على الحق، من اتبعه، وعمل بما فيه. يهدي إلى صراط مستقيم
والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره أي: بتسخيره: ولتبتغوا من فضله أي: باستفادة علم وتجارة وأمتعة غريبة وجهاد وهداية وغوص فيه; لاستخراج لآليه، وصيد منه: ولعلكم تشكرون أي: نعمة هذا التسخير، فتعبدوه وحده، وتصرفوا ما أنعم به عليكم، إلى ما خلقتم له.