القول في تأويل قوله تعالى:
[15]
nindex.php?page=treesubj&link=30347_32413_32415_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي: لينة سهلة المسالك.
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15فامشوا في مناكبها أي: في نواحيها وجوانبها على التشبيه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : لأن نواحيها نظير مناكب الإنسان التي هي من أطرافه.
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15وكلوا من رزقه أي: التمسوا من نعمه تعالى.
قال
الشهاب: فالأكل والرزق، أريد به طلب النعم مطلقا، وتحصيلها أكلا وغيره، فهو اقتصار على الأهم الأعم، على طريق المجاز أو الحقيقة.
قال: وأنت إذا تأملت نعيم الدنيا وما فيها، لم تجد شيئا منها على المرء غير ما أكله،
[ ص: 5885 ] وما سواه متمم له، أو دافع للضرر عنه.
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15وإليه النشور أي: نشوركم من قبوركم للجزاء.
تنبيه:
قال في "الإكليل": في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه الأمر بالتسبب والكسب.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : في الآية
nindex.php?page=treesubj&link=29703_32412_29485تذكير بنعمته تعالى على خلقه في تسخيره لهم الأرض، وتذليله إياها لهم، بأن جعلها ساكنة لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال، وأنبع فيها من العيون، وسلك فيها من السبل، وهيأ فيها من المنافع، ومواضع الزرع والثمار. والمعنى: سافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[15]
nindex.php?page=treesubj&link=30347_32413_32415_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا أَيْ: لَيِّنَةً سَهْلَةَ الْمَسَالِكِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا أَيْ: فِي نَوَاحِيهَا وَجَوَانِبِهَا عَلَى التَّشْبِيهِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : لِأَنَّ نَوَاحِيَهَا نَظِيرُ مَنَاكِبِ الْإِنْسَانِ الَّتِي هِيَ مِنْ أَطْرَافِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ أَيِ: الْتَمِسُوا مِنْ نِعَمِهِ تَعَالَى.
قَالَ
الشِّهَابُ: فَالْأَكْلُ وَالرِّزْقُ، أُرِيدَ بِهِ طَلَبُ النِّعَمِ مُطْلَقًا، وَتَحْصِيلُهَا أَكْلًا وَغَيْرَهُ، فَهُوَ اقْتِصَارٌ عَلَى الْأَهَمِّ الْأَعَمِّ، عَلَى طَرِيقِ الْمَجَازِ أَوِ الْحَقِيقَةِ.
قَالَ: وَأَنْتَ إِذَا تَأَمَّلْتَ نَعِيمَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، لَمْ تَجِدْ شَيْئًا مِنْهَا عَلَى الْمَرْءِ غَيْرَ مَا أَكَلَهُ،
[ ص: 5885 ] وَمَا سِوَاهُ مُتَمِّمٌ لَهُ، أَوْ دَافِعٌ لِلضَّرَرِ عَنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15وَإِلَيْهِ النُّشُورُ أَيْ: نَشُورُكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ لِلْجَزَاءِ.
تَنْبِيهٌ:
قَالَ فِي "الْإِكْلِيلِ": فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=15فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ الْأَمْرُ بِالتَّسَبُّبِ وَالْكَسْبِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : فِي الْآيَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=29703_32412_29485تَذْكِيرٌ بِنِعْمَتِهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ فِي تَسْخِيرِهِ لَهُمُ الْأَرْضَ، وَتَذْلِيلِهِ إِيَّاهَا لَهُمْ، بِأَنْ جَعَلَهَا سَاكِنَةً لَا تَمِيدُ وَلَا تَضْطَرِبُ بِمَا جَعَلَ فِيهَا مِنَ الْجِبَالِ، وَأَنْبَعَ فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ، وَسَلَكَ فِيهَا مِنَ السُّبُلِ، وَهَيَّأَ فِيهَا مِنَ الْمَنَافِعِ، وَمَوَاضِعِ الزَّرْعِ وَالثِّمَارِ. وَالْمَعْنَى: سَافِرُوا حَيْثُ شِئْتُمْ مِنْ أَقْطَارِهَا، وَتَرَدَّدُوا فِي أَقَالِيمِهَا وَأَرْجَائِهَا فِي أَنْوَاعِ الْمَكَاسِبِ وَالتِّجَارَاتِ.