القول في تأويل قوله تعالى:
[ 30 - 36 ] فذوقوا فلن نـزيدكم إلا عذابا إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا
فذوقوا فلن نـزيدكم إلا عذابا أي: يقال لهم ذاك; تقريعا وغضبا وتأنيبا لهم من تخفيف العذاب، وإعلاما بمضاعفته.
ولما ذكر وعيد الكفار، تأثره بوعد الأبرار بقوله سبحانه:
إن للمتقين مفازا أي: فوزا بالنعيم، ونجاة من النار التي هي مآب الطاغين.
حدائق وأعنابا الحدائق جمع حديقة، وهي البستان فيه أنواع الشجر المثمر المحوط بالحيطان المحدقة به. والأعناب معروفة. قال : أي: وكروم وأعناب، فاستغنى بالأعناب عنها. ابن جرير
وكواعب أي: بنات فلكت ثديهن، أي: استدارت مع ارتفاع يسير أترابا أي: [ ص: 6039 ] متساويات في السن.
وكأسا دهاقا أي: ملأى من خمر لذة للشاربين.
لا يسمعون فيها أي: في الجنة لغوا أي: باطلا من القول ولا كذابا أي: مكاذبة، أي: لا يكذب بعضهم بعضا.
قال الإمام: مما تألم له أنفس الصادقين، بل هو من أشد الأذى لقلوبهم، فأراد الله إزاحة ذلك عنهم. اللغو والتكذيب
جزاء من ربك عطاء " أي: جزاء لهم على صالح أعمالهم، تفضلا منه تعالى بذلك الجزاء حسابا أي: كافيا، أو على حسب أعمالهم.