القول في تأويل قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19059_27962_30726_31931_31951_32420_32423_32424_32426_32428_34236_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا [46]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا بيان للموصول وهو:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44الذين أوتوا نصيبا من الكتاب فإنه متناول لأهل الكتابين، وقد وسط بينهما ما وسط لمزيد الاعتناء ببيان محل التشنيع والتعجيب والمسارعة إلى تنفير المؤمنين منهم، وتحذيرهم عن مخالطتهم، والاهتمام بحملهم على الثقة بالله عز وجل، والاكتفاء بولايته ونصرته.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون الكلم عن مواضعه هو وما عطف عليه بيان لاشترائهم المذكور، وتفصيل لفنون ضلالهم، فقد روعيت في النظم الكريم طريقة التفسير بعد الإبهام، والتفصيل إثر الإجمال روما لزيادة تقرير يقتضيه الحال، أفاده
أبو السعود .
قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون الكلم عن مواضعه أي: يتناولونه على غير تأويله، ويفسرونه بغير مراد الله عز وجل قصدا منهم وافتراء.
وقال العلامة
الرازي : في كيفية التحريف وجوه:
أحدها: إنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر.
ثم قال:
والثاني: أن المراد بالتحريف إلقاء الشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة وصرف اللفظ من معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه الحيل اللفظية، كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا، بالآيات المخالفة لمذاهبهم، وهذا هو الأصح.
والثالث: أنهم كانوا يدخلون على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسألونه عن أمر فيخبرهم ليأخذوا به، فإذا خرجوا من عنده حرفوا كلامه. انتهى.
[ ص: 1277 ] وقال الإمام
ابن القيم رحمه الله تعالى في "إغاثة اللهفان": قد اختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=34180_34095التوراة التي بأيديهم، هل هي مبدلة أم التبديل وقع في التأويل دون التنزيل؟ على ثلاثة أقوال:
قالت طائفة: كلها أو أكثرها مبدل، وغلا بعضهم حتى قال: يجوز الاستجمار بها.
وقالت طائفة من أئمة الحديث والفقه والكلام: إنما وقع التبديل في التأويل.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "صحيحه": يحرفون يزيلون، وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله ولكنهم يتأولونه على غير تأويله، وهو اختيار
الرازي أيضا.
وسمعت شيخنا يقول: وقع النزاع بين الفضلاء، فأجاز هذا المذهب ووهى غيره، فأنكر عليه، فأظهر خمسة عشر نقلا به، ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الأرض ومغاربها، وانتشرت جنوبا وشمالا، ولا يعلم عدد نسخها إلا الله، فيمتنع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، حتى لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة، وهذا مما يحيله العقل، قالوا: وقد قال الله لنبيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين [آل عمران: من الآية 93] قالوا: وقد اتفقوا على ترك فريضة الرجم، ولم يمكنهم تغييرها من التوراة، ولذا لما قرؤوها على النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع القارئ يده على آية الرجم، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام : ارفع يدك فرفعها فإذا هي تلوح تحتها.
وتوسطت طائفة فقالوا: قد زيد فيها وغير أشياء يسيرة جدا، واختاره شيخنا في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" قال: وهذا كما في التوراة عندهم: إن الله سبحانه قال
لإبراهيم: اذبح ابنك بكرك أو وحيدك إسحاق، ثم قال: قلت: والزيادة باطلة من وجوه عشرة، ثم ساقها فارجع إليه، وقد نقلها عنه هنا الإمام صديق خان، فانظره في تفسيره "فتح الرحمن".
[ ص: 1278 ] لطيفة:
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت: كيف قيل ههنا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عن مواضعه وفي المائدة:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41من بعد مواضعه ؟ قلت: أما:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عن مواضعه فعلى ما فسرنا من إزالته عن موضعه التي أوجبت حكمة الله وضعه فيها، بما اقتضت شهواتهم من إبدال غيره مكانه، وأما:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41من بعد مواضعه فالمعنى أنه كانت له مواضع، هو قمن بأن يكون فيها، فحين حرفوه تركوه كالغريب الذي لا موضع له بعد مواضعه ومقاره، والمعنيان متقاربان.
وقال
الرازي : ذكر الله تعالى ههنا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عن مواضعه وفي المائدة:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41من بعد مواضعه والفرق: أنا إذا فسرنا التحريف بالتأويلات الباطلة فههنا قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يحرفون الكلم من بعد مواضعه معناه أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص، وليس فيه بيان أنهم يخرجون تلك اللفظة من الكتاب، وأما الآية المذكورة في سورة المائدة فهي دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين، فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظ أيضا من الكتاب، فقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون الكلم إشارة إلى التأويل الباطل، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41من بعد مواضعه إشارة إلى إخراجه عن الكتاب.
وقال
الناصر في "الانتصاف": الظاهر أن الكلم المحرف إنما أريد به - في هذه الصورة - مثل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غير مسمع و:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104راعنا ولم يقصد ههنا تبديل الأحكام، وتوسطها بين الكلمتين بين قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون وبين قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ليا بألسنتهم والمراد أيضا تحريف مشاهد بين على أن المحرف هما وأمثالهما، وأما في سورة المائدة فالظاهر - والله أعلم - أن المراد فيها بـ: " الكلم " الأحكام، وتحريفها وتبديلها كتبديلهم الرجم بالجلد، ألا تراه عقبه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا [المائدة: من الآية 41]؟ ولاختلاف المراد بالكلم في السورتين قيل في سورة المائدة: (يحرفون الكلم من بعد مواضعه) أي: ينقلونه عن الموضع الذي وضعه الله فيه، فصار وطنه ومستقره، إلى غير الموضع، فبقي كالغريب المتأسف عليه الذي يقال فيه: هذا غريب من بعد مواضعه ومقاره، ولا يوجد هذا المعنى في مثل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104راعنا و:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غير مسمع وإن وجد
[ ص: 1279 ] على بعد فليس الوضع اللغوي مما يعبأ بانتقاله عن موضعه كالوضع الشرعي، ولولا اشتمال هذا النقل على الهزء والسخرية لما عظم أمره، فلذلك جاء هنا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يحرفون الكلم عن مواضعه غير مقرون بما قرن به الأول من صورة التأسف، والله أعلم. انتهى.
وقال العلامة
أبو السعود : والمراد بالتحريف ههنا إما ما في التوراة خاصة وإما ما هو أعم منه، ومما سيحكى عنهم من الكلمات المعهودة الصادرة عنهم في أثناء المحاورة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا مساغ لإرادة تلك الكلمات خاصة بأن يجعل عطف قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ويقولون سمعنا وعصينا وما بعده على ما قبله عطفا تفسيريا، لأنه يستدعي اختصاص حكم الشرطية الآتية وما بعدها بهن من غير تعرض لتحريفهم التوراة، مع أنه معظم جناياتهم المعدودة فقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سمعنا وعصينا ينبغي أن يجري على إطلاقه من غير تقييد بزمان أو مكان ولا تخصيص بمادة دون مادة، بل وأن يحمل على ما هو أعم من القول الحقيقي ومما يترجم عنه عنادهم ومكابرتهم، أي: يقولون في كل أمر مخالف لأهوائهم الفاسدة سواء كان بمحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو لا بلسان المقال أو الحال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سمعنا وعصينا عنادا أو تحقيقا للمخالفة. انتهى.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : ويقولون:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سمعنا أي: سمعنا ما قلته يا
محمد ولا نطيعك فيه، هكذا فسره
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وابن زيد وهو المراد، وهذا أبلغ في كفرهم وعنادهم وأنهم يتولون عن كتاب الله بعدما عقلوه وهم يعلمون ما عليهم في ذلك من الإثم والعقوبة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46واسمع غير مسمع عطف على:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سمعنا وعصينا داخل تحت القول أي: ويقولون ذلك في أثناء مخاطبته - عليه الصلاة والسلام - خاصة، وهو كلام ذو وجهين محتمل للشر، بأن يحمل على معنى: " اسمع " حال كونك غير مسمع كلاما أصلا، بصمم أو موت، أي: مدعوا عليك بـ(لا سمعت) أو غير مسمع كلاما ترضاه، وللخير بأن يحمل على: اسمع منا غير مسمع مكروها، كانوا يخاطبون به النبي - صلى الله عليه وسلم - استهزاء به (عليهم اللعنة) مظهرين له إرادة المعنى الأخير وهم مضمرون المعنى الأول مطمئنون به.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وراعنا عطف على ما قبله، أي: ويقولون في أثناء خطابهم له - صلى الله عليه وسلم - هذا أيضا، وهي كلمة ذات وجهين أيضا محتملة للخير
[ ص: 1280 ] بحملها على معنى ارقبنا وانظرنا نكلمك، وللشر بحملها على شبه كلمة عبرانية كانوا يتسابون بها، أو على السب بالرعونة أي: الحمق، وبالجملة فكانوا - سخرية بالدين وهزؤا برسول الله صلى الله عليه وسلم - يكلمونه بكلام محتمل ينوون به الشتيمة والإهانة ويظهرون به التوقير والإكرام.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ليا بألسنتهم أي: فتلا بها وصرفا للكلام من وجه إلى وجه وتحريفا، أي: يفتلون بألسنتهم الحق إلى الباطل حيث يضعون:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104راعنا موضع:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104انظرنا و:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غير مسمع موضع (لا أسمعت مكروها) أو يفتلون بألسنتهم ما يضمرونه من الشتم إلى ما يظهرون من التوقير نفاقا.
فإن قلت: كيف جاؤوا بالقول المحتمل ذي الوجهين بعدما صرحوا وقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سمعنا وعصينا ؟ قلت: جميع الكفرة كانوا يواجهونه بالكفر والعصيان ولا يواجهونه بالسب ودعاء السوء، ويجوز أن يقولوه فيما بينهم، ويجوز أن لا ينطقوا بذلك ولكنهم لما لم يؤمنوا جعلوا كأنهم نطقوا به، كذا في الكشاف.
وأصل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ليا لويا لأنه من لويت أدغمت الواو في الياء لسبقها بالسكون، ومثله (الطي).
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وطعنا في الدين أي: قدحا فيه بالاستهزاء والسخرية وانتصابهما على العلية لـ: " يقولون " باعتبار تعلقه بالقولين الأخيرين، أي: يقولون ذلك لصرف الكلام عن وجهه إلى السب والطعن في الدين، أو على الحالية، أي: لاوين وطاعنين في الدين، أفاده
أبو السعود .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ولو أنهم قالوا أي: عندما سمعوا ما يتلى عليهم من أوامره تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سمعنا وأطعنا أي: بدل قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سمعنا وعصينا والقول هنا كسابقه أعم من أن يكون بلسان المقال أو بلسان الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46واسمع أي: لو قالوا عند مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بدل قولهم: " اسمع "فقط بلا زيادة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غير مسمع المحتمل للشر:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وانظرنا يعني بدل قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104راعنا المحتمل للمعنى الفاسد كما سلف:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لكان خيرا لهم وأقوم في الدنيا بحقن دمائهم وعلو رتبتهم بإحاطة الكتب السماوية، وفي الآخرة بضعف الثواب، أفاده
المهايمي .
قال
أبو السعود : وصيغة التفضيل إما على بابها واعتبار أصل الفضل في المفضل عليه بناء على اعتقادهم، أو بطريق التهكم، وإما بمعنى اسم الفاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ولكن لعنهم الله بكفرهم [ ص: 1281 ] أي: ولكن لم يقولوا ذلك واستمروا على كفرهم فطردهم الله عن رحمته وأبعدهم عن الهدى بسبب كفرهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46فلا يؤمنون إلا قليلا منصوب على الاستثناء من " لعنهم " أي: ولكن لعنهم الله إلا فريقا قليلا منهم، آمنوا فلم يلعنوا، أو على الوصفية لمصدر محذوف، أي: إلا إيمانا قليلا أي: ضعيفا ركيكا لا يعبأ به، فإنهم كانوا يؤمنون بالله والتوراة
وموسى ، ويكفرون ببقية المرسلين وكتبهم المنزلة.
ورجح
nindex.php?page=showalam&ids=12096أبو علي الفارسي هذا، قال: لأن: " قليلا " لفظ مفرد، ولو أريد به (ناس) لجمع نحو قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إن هؤلاء لشرذمة قليلون [الشعراء: 54] ويمكن أن يجاب عنه بأنه قد جاء فعيل مفردا، والمراد به الجمع قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وحسن أولئك رفيقا [النساء: من الآية 69] وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10ولا يسأل حميم حميما [المعارج: 10] (يبصرونهم) أفاده
الرازي ، وقد جوز على هذا أن يراد بالقلة العدم بالكلية، كقوله:
قليل التشكي للمهم يصيبه كثير الهوى شتى النوى والمسالك
[ ص: 1282 ] أي هو كثير الهم مختلف الوجوه والطرق لا يقف أمله على فن واحد بل يتجاوزه إلى فنون مختلفة، صبور على النوائب لا يكاد يتشكى منها، فاستعمل لفظ (قليل) وأراد به نفي الكل.
أو منصوب على الاستثناء من فاعل (لا يؤمنون) أي: فلا يؤمن منهم إلا نفر قليل، وأما قول الخفاجي: كان الوجه فيه الرفع على البدل؛ لأنه من كلام غير موجب،
وأبي السعود: بأن فيه نسبة القراء إلى الاتفاق على غير المختار - فمردود بأن النصب عربي جيد، وقد قرئ به في السبع في (قليل) من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=66ما فعلوه إلا قليل منهم [النساء: من الآية 66]وفي (امرأتك) من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك [هود: من الآية 81] كما قاله ابن هشام في التوضيح.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19059_27962_30726_31931_31951_32420_32423_32424_32426_32428_34236_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا [46]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا بَيَانٌ لِلْمَوْصُولِ وَهُوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ فَإِنَّهُ مُتَنَاوِلٌ لِأَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَقَدْ وُسِّطَ بَيْنَهُمَا مَا وُسِّطَ لِمَزِيدِ الِاعْتِنَاءِ بِبَيَانِ مَحَلِّ التَّشْنِيعِ وَالتَّعْجِيبِ وَالْمُسَارَعَةِ إِلَى تَنْفِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ، وَتَحْذِيرِهِمْ عَنْ مُخَالَطَتِهِمْ، وَالِاهْتِمَامِ بِحَمْلِهِمْ عَلَى الثِّقَةِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالِاكْتِفَاءِ بِوِلَايَتِهِ وَنُصْرَتِهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ هُوَ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ بَيَانٌ لَاشَتْرَائِهِمُ الْمَذْكُورِ، وَتَفْصِيلٌ لِفُنُونِ ضَلَالِهِمْ، فَقَدْ رُوعِيَتْ فِي النَّظْمِ الْكَرِيمِ طَرِيقَةُ التَّفْسِيرِ بَعْدَ الْإِبْهَامِ، وَالتَّفْصِيلِ إِثْرَ الْإِجْمَالِ رَوْمًا لِزِيَادَةِ تَقْرِيرٍ يَقْتَضِيهِ الْحَالُ، أَفَادَهُ
أَبُو السُّعُودِ .
قَالَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ أَيْ: يَتَنَاوَلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، وَيُفَسِّرُونَهُ بِغَيْرِ مُرَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَصْدًا مِنْهُمْ وَافْتِرَاءً.
وَقَالَ الْعَلَّامَةُ
الرَّازِيُّ : فِي كَيْفِيَّةِ التَّحْرِيفِ وُجُوهٌ:
أَحَدُهَا: إِنَّهُمْ كَانُوا يُبَدِّلُونَ اللَّفْظَ بِلَفْظٍ آخَرَ.
ثُمَّ قَالَ:
وَالثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّحْرِيفِ إِلْقَاءُ الشُّبَهِ الْبَاطِلَةِ وَالتَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةِ وَصَرْفُ اللَّفْظِ مِنْ مَعْنَاهُ الْحَقِّ إِلَى مَعْنًى بَاطِلٍ بِوُجُوهِ الْحِيَلِ اللَّفْظِيَّةِ، كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْبِدْعَةِ فِي زَمَانِنَا هَذَا، بِالْآيَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِمَذَاهِبِهِمْ، وَهَذَا هُوَ الْأَصَحُّ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَسْأَلُونَهُ عَنْ أَمْرٍ فَيُخْبِرُهُمْ لِيَأْخُذُوا بِهِ، فَإِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ حَرَّفُوا كَلَامَهُ. انْتَهَى.
[ ص: 1277 ] وَقَالَ الْإِمَامُ
ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي "إِغَاثَةِ اللَّهْفَانِ": قَدِ اخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=34180_34095التَّوْرَاةِ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ، هَلْ هِيَ مُبَدَّلَةٌ أَمِ التَّبْدِيلُ وَقَعَ فِي التَّأْوِيلِ دُونَ التَّنْزِيلِ؟ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ:
قَالَتْ طَائِفَةٌ: كُلُّهَا أَوْ أَكْثَرُهَا مُبَدَّلٌ، وَغَلَا بَعْضُهُمْ حَتَّى قَالَ: يَجُوزُ الِاسْتِجْمَارُ بِهَا.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالْكَلَامِ: إِنَّمَا وَقَعَ التَّبْدِيلُ فِي التَّأْوِيلِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ": يُحَرِّفُونَ يُزِيلُونَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُزِيلُ لَفْظَ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ وَلَكِنَّهُمْ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
الرَّازِيِّ أَيْضًا.
وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا يَقُولُ: وَقَعَ النِّزَاعُ بَيْنَ الْفُضَلَاءِ، فَأَجَازَ هَذَا الْمَذْهَبَ وَوَهَّى غَيْرَهُ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ، فَأَظْهَرَ خَمْسَةَ عَشَرَ نَقْلًا بِهِ، وَمِنْ حُجَّةٍ هَؤُلَاءِ أَنَّ التَّوْرَاةَ قَدْ طَبَّقَتْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَانْتَشَرَتْ جَنُوبًا وَشِمَالًا، وَلَا يَعْلَمُ عَدَدَ نُسَخِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَيُمْتَنَعُ التَّوَاطُؤُ عَلَى التَّبْدِيلِ وَالتَّغْيِيرِ فِي جَمِيعِ تِلْكَ النُّسَخِ، حَتَّى لَا تَبْقَى فِي الْأَرْضِ نُسْخَةٌ إِلَّا مُبْدَلَةً، وَهَذَا مِمَّا يُحِيلُهُ الْعَقْلُ، قَالُوا: وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آلِ عِمْرَانَ: مِنَ الْآيَةِ 93] قَالُوا: وَقَدِ اتَّفَقُوا عَلَى تَرْكِ فَرِيضَةِ الرَّجْمِ، وَلَمْ يُمْكِنْهُمْ تَغْيِيرَهَا مِنَ التَّوْرَاةِ، وَلِذَا لَمَّا قَرَؤُوهَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَضَعَ الْقَارِئُ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَهَا فَإِذَا هِيَ تَلُوحُ تَحْتَهَا.
وَتَوَسَّطَتْ طَائِفَةٌ فَقَالُوا: قَدْ زِيدَ فِيهَا وَغُيِّرَ أَشْيَاءٌ يَسِيرَةٌ جِدًّا، وَاخْتَارَهُ شَيْخُنَا فِي "الْجَوَابِ الصَّحِيحِ لِمَنْ بَدَّلَ دِينَ الْمَسِيحِ" قَالَ: وَهَذَا كَمَا فِي التَّوْرَاةِ عِنْدَهُمْ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَالَ
لِإِبْرَاهِيمَ: اذْبَحِ ابْنَكَ بِكْرَكَ أَوْ وَحِيدَكَ إِسْحَاقَ، ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: وَالزِّيَادَةُ بَاطِلَةٌ مِنْ وُجُوهٍ عَشَرَةٍ، ثُمَّ سَاقَهَا فَارْجِعْ إِلَيْهِ، وَقَدْ نَقَلَهَا عَنْهُ هُنَا الْإِمَامُ صِدِّيقُ خَانَ، فَانْظُرْهُ فِي تَفْسِيرِهِ "فَتْحُ الرَّحْمَنِ".
[ ص: 1278 ] لَطِيفَةٌ:
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ قِيلَ هَهُنَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عَنْ مَوَاضِعِهِ وَفِي الْمَائِدَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ؟ قُلْتُ: أَمَّا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عَنْ مَوَاضِعِهِ فَعَلَى مَا فَسَّرْنَا مِنْ إِزَالَتِهِ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّتِي أَوْجَبَتْ حِكْمَةُ اللَّهِ وَضْعَهُ فِيهَا، بِمَا اقْتَضَتْ شَهَوَاتُهُمْ مِنْ إِبْدَالِ غَيْرِهِ مَكَانَهُ، وَأَمَّا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ فَالْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ مَوَاضِعُ، هُوَ قَمِنٌ بِأَنْ يَكُونَ فِيهَا، فَحِينَ حَرَّفُوهُ تَرَكُوهُ كَالْغَرِيبِ الَّذِي لَا مَوْضِعَ لَهُ بَعْدَ مَوَاضِعِهِ وَمَقَارِّهِ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ.
وَقَالَ
الرَّازِيُّ : ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى هَهُنَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46عَنْ مَوَاضِعِهِ وَفِي الْمَائِدَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ وَالْفَرْقُ: أَنَّا إِذَا فَسَّرْنَا التَّحْرِيفَ بِالتَّأْوِيلَاتِ الْبَاطِلَةِ فَهَهُنَا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ التَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةَ لِتِلْكَ النُّصُوصِ، وَلَيْسَ فِيهِ بَيَانُ أَنَّهُمْ يُخْرِجُونَ تِلْكَ اللَّفْظَةَ مِنَ الْكِتَابِ، وَأَمَّا الْآيَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ فَهِيَ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّهُمْ جَمَعُوا بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، فَكَانُوا يَذْكُرُونَ التَّأْوِيلَاتِ الْفَاسِدَةَ وَكَانُوا يُخْرِجُونَ اللَّفْظَ أَيْضًا مِنَ الْكِتَابِ، فَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ إِشَارَةٌ إِلَى التَّأْوِيلِ الْبَاطِلِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ إِشَارَةٌ إِلَى إِخْرَاجِهِ عَنِ الْكِتَابِ.
وَقَالَ
النَّاصِرُ فِي "الِانْتِصَافِ": الظَّاهِرُ أَنَّ الْكَلِمَ الْمُحَرَّفَ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ - فِي هَذِهِ الصُّورَةِ - مِثْلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غَيْرَ مُسْمَعٍ وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104رَاعِنَا وَلَمْ يُقْصَدْ هَهُنَا تَبْدِيلُ الْأَحْكَامِ، وَتَوَسُّطُهَا بَيْنَ الْكَلِمَتَيْنِ بَيْنَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ وَبَيْنَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَالْمُرَادُ أَيْضًا تَحْرِيفٌ مُشَاهَدٌ بَيِّنٌ عَلَى أَنَّ الْمُحَرَّفَ هُمَا وَأَمْثَالُهُمَا، وَأَمَّا فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ فَالظَّاهِرُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ الْمُرَادَ فِيهَا بِـ: " الْكَلِم " الْأَحْكَامُ، وَتَحْرِيفُهَا وَتَبْدِيلُهَا كَتَبْدِيلِهِمُ الرَّجْمَ بِالْجَلْدِ، أَلَا تَرَاهُ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا [الْمَائِدَةِ: مَنِ الْآيَةُ 41]؟ وَلِاخْتِلَافِ الْمُرَادِ بِالْكَلِمِ فِي السُّورَتَيْنِ قِيلَ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) أَيْ: يَنْقُلُونَهُ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ فِيهِ، فَصَارَ وَطَنَهُ وَمُسْتَقَرَّهُ، إِلَى غَيْرِ الْمَوْضِعِ، فَبَقِيَ كَالْغَرِيبِ الْمُتَأَسَّفِ عَلَيْهِ الَّذِي يُقَالُ فِيهِ: هَذَا غَرِيبٌ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ وَمَقَارِّهِ، وَلَا يُوجَدُ هَذَا الْمَعْنَى فِي مِثْلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104رَاعِنَا وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غَيْرَ مُسْمَعٍ وَإِنْ وُجِدَ
[ ص: 1279 ] عَلَى بُعْدٍ فَلَيْسَ الْوَضْعُ اللُّغَوِيُّ مِمَّا يُعْبَأُ بِانْتِقَالِهِ عَنْ مَوْضِعِهِ كَالْوَضْعِ الشَّرْعِيِّ، وَلَوْلَا اشْتِمَالُ هَذَا النَّقْلِ عَلَى الْهُزْءِ وَالسُّخْرِيَةِ لَمَا عَظُمَ أَمْرُهُ، فَلِذَلِكَ جَاءَ هُنَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ غَيْرَ مَقْرُونٍ بِمَا قُرِنَ بِهِ الْأَوَّلُ مِنْ صُورَةِ التَّأَسُّفِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انْتَهَى.
وَقَالَ الْعَلَّامَةُ
أَبُو السُّعُودِ : وَالْمُرَادُ بِالتَّحْرِيفِ هَهُنَا إِمَّا مَا فِي التَّوْرَاةِ خَاصَّةً وَإِمَّا مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْهُ، وَمِمَّا سَيُحْكَى عَنْهُمْ مِنَ الْكَلِمَاتِ الْمَعْهُودَةِ الصَّادِرَةِ عَنْهُمْ فِي أَثْنَاءِ الْمُحَاوَرَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا مَسَاغَ لِإِرَادَةِ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ خَاصَّةً بِأَنْ يُجْعَلَ عَطْفُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَمَا بَعْدَهُ عَلَى مَا قَبْلَهُ عَطْفًا تَفْسِيرِيًّا، لِأَنَّهُ يَسْتَدْعِي اخْتِصَاصَ حُكْمِ الشَّرْطِيَّةِ الْآتِيَةِ وَمَا بَعْدَهَا بِهِنَّ مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِتَحْرِيفِهِمُ التَّوْرَاةَ، مَعَ أَنَّهُ مُعْظَمُ جِنَايَاتِهِمُ الْمَعْدُودَةِ فَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا يَنْبَغِي أَنْ يَجْرِيَ عَلَى إِطْلَاقِهِ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِزَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ وَلَا تَخْصِيصٍ بِمَادَّةٍ دُونَ مَادَّةٍ، بَلْ وَأَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَا هُوَ أَعَمُّ مِنَ الْقَوْلِ الْحَقِيقِيِّ وَمِمَّا يُتَرْجَمُ عَنْهُ عِنَادُهُمْ وَمُكَابَرَتُهُمْ، أَيْ: يَقُولُونَ فِي كُلِّ أَمْرٍ مُخَالِفٍ لِأَهْوَائِهِمُ الْفَاسِدَةِ سَوَاءٌ كَانَ بِمَحْضَرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ لَا بِلِسَانِ الْمَقَالِ أَوِ الْحَالِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا عِنَادًا أَوْ تَحْقِيقًا لِلْمُخَالَفَةِ. انْتَهَى.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَيَقُولُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سَمِعْنَا أَيْ: سَمِعْنَا مَا قُلْتَهُ يَا
مُحَمَّدُ وَلَا نُطِيعُكَ فِيهِ، هَكَذَا فَسَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ وَابْنُ زَيْدٍ وَهُوَ الْمُرَادُ، وَهَذَا أَبْلَغُ فِي كُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَتَوَلَّوْنَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ بَعْدَمَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ مِنَ الْإِثْمِ وَالْعُقُوبَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ عَطْفٌ عَلَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا دَاخِلٌ تَحْتَ الْقَوْلِ أَيْ: وَيَقُولُونَ ذَلِكَ فِي أَثْنَاءِ مُخَاطَبَتِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - خَاصَّةً، وَهُوَ كَلَامٌ ذُو وَجْهَيْنِ مُحْتَمِلٌ لِلشَّرِّ، بِأَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَعْنَى: " اسْمَعُ " حَالَ كَوْنِكَ غَيْرَ مُسْمَعٍ كَلَامًا أَصْلًا، بِصَمَمٍ أَوْ مَوْتٍ، أَيْ: مَدْعُوًّا عَلَيْكَ بِـ(لَا سَمِعْتَ) أَوْ غَيْرَ مُسْمَعٍ كَلَامًا تَرْضَاهُ، وَلِلْخَيْرِ بِأَنْ يُحْمَلَ عَلَى: اسْمَعْ مِنَّا غَيْرَ مُسْمَعٍ مَكْرُوهًا، كَانُوا يُخَاطِبُونَ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتِهْزَاءً بِهِ (عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ) مُظْهِرِينَ لَهُ إِرَادَةَ الْمَعْنَى الْأَخِيرِ وَهُمْ مُضْمِرُونَ الْمَعْنَى الْأَوَّلَ مُطْمَئِنُّونَ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَرَاعِنَا عَطْفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ، أَيْ: وَيَقُولُونَ فِي أَثْنَاءِ خِطَابِهِمْ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا أَيْضًا، وَهِيَ كَلِمَةٌ ذَاتُ وَجْهَيْنِ أَيْضًا مُحْتَمِلَةٌ لِلْخَيْرِ
[ ص: 1280 ] بِحَمْلِهَا عَلَى مَعْنَى ارْقُبْنَا وَانْظُرْنَا نُكَلِّمْكَ، وَلِلشَّرِّ بِحَمْلِهَا عَلَى شِبْهِ كَلِمَةٍ عِبْرَانِيَّةٍ كَانُوا يَتَسَابُّونَ بِهَا، أَوْ عَلَى السَّبِّ بِالرُّعُونَةِ أَيِ: الْحُمْقِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانُوا - سُخْرِيَةً بِالدِّينِ وَهُزُؤًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكَلِّمُونَهُ بِكَلَامٍ مُحْتَمِلٍ يَنْوُونَ بِهِ الشَّتِيمَةَ وَالْإِهَانَةَ وَيُظْهِرُونَ بِهِ التَّوْقِيرَ وَالْإِكْرَامَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ أَيْ: فَتْلًا بِهَا وَصَرْفًا لِلْكَلَامِ مِنْ وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ وَتَحْرِيفًا، أَيْ: يَفْتِلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمُ الْحَقَّ إِلَى الْبَاطِلِ حَيْثُ يَضَعُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104رَاعِنَا مَوْضِعَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104انْظُرْنَا وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غَيْرَ مُسْمَعٍ مَوْضِعَ (لَا أُسْمِعْتَ مَكْرُوهًا) أَوْ يَفْتِلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا يُضْمِرُونَهُ مِنَ الشَّتْمِ إِلَى مَا يُظْهِرُونَ مِنَ التَّوْقِيرِ نِفَاقًا.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ جَاؤُوا بِالْقَوْلِ الْمُحْتَمَلِ ذِي الْوَجْهَيْنِ بَعْدَمَا صَرَّحُوا وَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ؟ قُلْتُ: جَمِيعُ الْكَفَرَةِ كَانُوا يُوَاجِهُونَهُ بِالْكُفْرِ وَالْعِصْيَانِ وَلَا يُوَاجِهُونَهُ بِالسَّبِّ وَدُعَاءِ السُّوءِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَقُولُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَيَجُوزَ أَنْ لَا يَنْطِقُوا بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا لَمْ يُؤْمِنُوا جُعِلُوا كَأَنَّهُمْ نَطَقُوا بِهِ، كَذَا فِي الْكَشَّافِ.
وَأَصْلُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لَيًّا لَوْيًا لِأَنَّهُ مَنْ لَوَيْتُ أُدْغِمَتِ الْوَاوُ فِي الْيَاءِ لِسَبْقِهَا بِالسُّكُونِ، وَمِثْلُهُ (الطَّيُّ).
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَطَعْنًا فِي الدِّينِ أَيْ: قَدْحًا فِيهِ بِالِاسْتِهْزَاءِ وَالسُّخْرِيَةِ وَانْتِصَابُهُمَا عَلَى الْعِلِّيَّةِ لِـ: " يَقُولُونَ " بِاعْتِبَارِ تَعَلُّقِهِ بِالْقَوْلَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ، أَيْ: يَقُولُونَ ذَلِكَ لِصَرْفِ الْكَلَامِ عَنْ وَجْهِهِ إِلَى السَّبِّ وَالطَّعْنِ فِي الدِّينِ، أَوْ عَلَى الْحَالِيَّةِ، أَيْ: لَاوِينَ وَطَاعِنِينَ فِي الدِّينِ، أَفَادَهُ
أَبُو السُّعُودِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا أَيْ: عِنْدَمَا سَمِعُوا مَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ مِنْ أَوَامِرِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا أَيْ: بَدَلَ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَالْقَوْلُ هُنَا كَسَابِقِهِ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ بِلِسَانِ الْمَقَالِ أَوْ بِلِسَانِ الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَاسْمَعْ أَيْ: لَوْ قَالُوا عِنْدَ مُخَاطَبَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَدَلَ قَوْلِهِمْ: " اسْمَعُ "فَقَطْ بِلَا زِيَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46غَيْرَ مُسْمَعٍ الْمُحْتَمِلِ لِلشَّرِّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَانْظُرْنَا يَعْنِي بَدَلَ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=104رَاعِنَا الْمُحْتَمِلِ لِلْمَعْنَى الْفَاسِدِ كَمَا سَلَفَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ فِي الدُّنْيَا بِحَقْنِ دِمَائِهِمْ وَعُلُوِّ رُتْبَتِهِمْ بِإِحَاطَةِ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ، وَفِي الْآخِرَةِ بِضِعْفِ الثَّوَابِ، أَفَادَهُ
الْمَهَايِمِيُّ .
قَالَ
أَبُو السُّعُودِ : وَصِيغَةُ التَّفْضِيلِ إِمَّا عَلَى بَابِهَا وَاعْتِبَارِ أَصْلِ الْفَضْلِ فِي الْمُفَضَّلِ عَلَيْهِ بِنَاءً عَلَى اعْتِقَادِهِمْ، أَوْ بِطَرِيقِ التَّهَكُّمِ، وَإِمَّا بِمَعْنَى اسْمِ الْفَاعِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ [ ص: 1281 ] أَيْ: وَلَكِنْ لَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ وَاسْتَمَرُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ فَطَرَدَهُمُ اللَّهُ عَنْ رَحْمَتِهِ وَأَبْعَدَهُمْ عَنِ الْهُدَى بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ مِنْ " لّعَنَهُمُ " أَيْ: وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِلَّا فَرِيقًا قَلِيلًا مِنْهُمْ، آمَنُوا فَلَمْ يُلْعَنُوا، أَوْ عَلَى الْوَصْفِيَّةِ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: إِلَّا إِيمَانًا قَلِيلًا أَيْ: ضَعِيفًا رَكِيكًا لَا يُعْبَأُ بِهِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالتَّوْرَاةِ
وَمُوسَى ، وَيَكْفُرُونَ بِبَقِيَّةِ الْمُرْسَلِينَ وَكُتُبِهِمُ الْمُنَزَّلَةِ.
وَرَجَّحَ
nindex.php?page=showalam&ids=12096أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ هَذَا، قَالَ: لِأَنَّ: " قَلِيلًا " لَفْظٌ مُفْرَدٌ، وَلَوْ أُرِيدَ بِهِ (نَاسٌ) لَجُمِعَ نَحْوُ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=54إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ [الشُّعَرَاءِ: 54] وَيُمْكِنُ أَنْ يُجَابَ عَنْهُ بِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ فَعِيلٌ مُفْرَدًا، وَالْمُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [النِّسَاءِ: مِنَ الْآيَةِ 69] وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا [الْمَعَارِجِ: 10] (يُبَصَّرُونَهُمْ) أَفَادَهُ
الرَّازِيُّ ، وَقَدْ جُوِّزَ عَلَى هَذَا أَنْ يُرَادَ بِالْقِلَّةِ الْعَدَمُ بِالْكُلِّيَّةِ، كَقَوْلِهِ:
قَلِيلُ التَّشَكِّي لِلْمُهِمِّ يُصِيبُهُ كَثِيرُ الْهَوَى شَتَّى النَّوَى وَالْمَسَالِكِ
[ ص: 1282 ] أَيْ هُوَ كَثِيرُ الْهَمِّ مُخْتَلِفُ الْوُجُوهِ وَالطُّرُقِ لَا يَقِفُ أَمَلُهُ عَلَى فَنٍّ وَاحِدٍ بَلْ يَتَجَاوَزُهُ إِلَى فُنُونٍ مُخْتَلِفَةٍ، صَبُورٌ عَلَى النَّوَائِبِ لَا يَكَادُ يَتَشَكَّى مِنْهَا، فَاسْتَعْمَلَ لَفْظَ (قَليِلُ) وَأَرَادَ بِهِ نَفْيَ الْكُلِّ.
أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ مِنْ فَاعِلِ (لَا يُؤْمِنُونَ) أَيْ: فَلَا يُؤْمِنُ مِنْهُمْ إِلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ، وَأَمَّا قَوْلُ الْخَفَاجِيِّ: كَانَ الْوَجْهُ فِيهِ الرَّفْعُ عَلَى الْبَدَلِ؛ لِأَنَّهُ مِنْ كَلَامٍ غَيْرِ مُوجِبٍ،
وَأَبِي السُّعُودِ: بِأَنَّ فِيهِ نِسْبَةَ الْقُرَّاءِ إِلَى الِاتِّفَاقِ عَلَى غَيْرِ الْمُخْتَارِ - فَمَرْدُودٌ بِأَنَّ النَّصْبَ عَرَبِيٌّ جَيِّدٌ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِ فِي السَّبْعِ فِي (قَلِيلٌ) مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=66مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ [النِّسَاءِ: مِنَ الْآيَةِ 66]وَفِي (امْرَأَتُكَ) مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ [هُودَ: مِنَ الْآيَةِ 81] كَمَا قَالَهُ ابْنُ هِشَامٍ فِي التَّوْضِيحِ.