القول في تأويل قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=21368_25561_28328_30400_30415_30516_34135_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا [69]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ولم يذكر المنعم به إشعارا بقصور العبارة عن تفصيله وبيانه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69من النبيين الذين أنبأهم الله أكمل الاعتقادات والأحكام، وأمرهم بإنبائها الخلق، كلا بمقدار استعداده
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69والصديقين (جمع صديق) وهو المبالغ في صدق ظاهره بالمعاملة، وباطنه بالمراقبة، أو الذي يصدق قوله بفعله كذا في "المدارك".
قال
الرازي : للمفسرين (في الصديق) وجوه:
الأول: أن كل من صدق بكل الدين لا يتخالجه فيه شك فهو صديق، والدليل قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون [الحديد: من الآية 19].
الثاني: قال قوم: الصديقون أفاضل أصحاب النبي عليه الصلاة
[ ص: 1386 ] والسلام.
الثالث: أن الصديق اسم لمن سبق إلى تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام، فصار في ذلك قدوة لسائر الناس، وإذا كان الأمر كذلك كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أولى الخلق بهذا الوصف، ثم جود
الرازي الكلام في سبقه - رضي الله عنه - إلى التصديق، وفي كونه صار قدوة للناس في ذلك، فانظره.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69والشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69والصالحين الذين صلحت أحوالهم وحسنت أعمالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وحسن أولئك إشارة إلى النبيين والصديقين وما بعدهما
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69رفيقا يعني في الجنة، والرفيق الصاحب، سمي رفيقا لارتفاقك به وبصحبته، وإنما وحد (الرفيق) وهو صفة الجمع؛ لأن العرب تعبر به عن الواحد والجمع، كالصديق والخليط، والجملة تذييل مقرر لما قبله، مؤكد للترغيب والتشويق.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فيه معنى التعجب، كأنه قيل: وما أحسن أولئك رفيقا! ولاستقلاله بمعنى التعجب قرئ (وحسن) بسكون السين.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=21368_25561_28328_30400_30415_30516_34135_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [69]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُنْعَمَ بِهِ إِشْعَارًا بِقُصُورِ الْعِبَارَةِ عَنْ تَفْصِيلِهِ وَبَيَانِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69مِنَ النَّبِيِّينَ الَّذِينَ أَنْبَأَهُمُ اللَّهُ أَكْمَلَ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْأَحْكَامِ، وَأَمَرَهُمْ بِإِنْبَائِهَا الْخَلْقَ، كُلًّا بِمِقْدَارِ اسْتِعْدَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَالصِّدِّيقِينَ (جَمْعُ صِدِّيقٍ) وَهُوَ الْمُبَالِغُ فِي صِدْقِ ظَاهِرِهِ بِالْمُعَامَلَةِ، وَبَاطِنِهِ بِالْمُرَاقَبَةِ، أَوِ الَّذِي يَصْدُقُ قَوْلُهُ بِفِعْلِهِ كَذَا فِي "الْمَدَارِكِ".
قَالَ
الرَّازِيُّ : لِلْمُفَسِّرِينَ (فِي الصِّدِّيقِ) وُجُوهٌ:
الْأَوَّلُ: أَنَّ كُلَّ مَنْ صَدَّقَ بِكُلِّ الدِّينِ لَا يَتَخَالَجُهُ فِيهِ شَكٌّ فَهُوَ صِدِّيقٌ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ [الْحَدِيدِ: مِنَ الْآيَةِ 19].
الثَّانِي: قَالَ قَوْمٌ: الصِّدِّيقُونَ أَفَاضِلُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ
[ ص: 1386 ] وَالسَّلَامُ.
الثَّالِثُ: أَنَّ الصِّدِّيقَ اسْمٌ لِمَنْ سَبَقَ إِلَى تَصْدِيقِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَصَارَ فِي ذَلِكَ قُدْوَةً لِسَائِرِ النَّاسِ، وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَوْلَى الْخَلْقِ بِهَذَا الْوَصْفِ، ثُمَّ جَوَّدَ
الرَّازِيُّ الْكَلَامَ فِي سَبْقِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إِلَى التَّصْدِيقِ، وَفِي كَوْنِهِ صَارَ قُدْوَةً لِلنَّاسِ فِي ذَلِكَ، فَانْظُرْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَالشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَالصَّالِحِينَ الَّذِينَ صَلُحَتْ أَحْوَالُهُمْ وَحَسُنَتْ أَعْمَالُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَحَسُنَ أُولَئِكَ إِشَارَةٌ إِلَى النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَمَا بَعْدَهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69رَفِيقًا يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ، وَالرَّفِيقُ الصَّاحِبُ، سُمِّيَ رَفِيقًا لِارْتِفَاقِكَ بِهِ وَبِصُحْبَتِهِ، وَإِنَّمَا وُحِّدَ (الرَّفِيقُ) وَهُوَ صِفَةُ الْجَمْعِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُعَبِّرُ بِهِ عَنِ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ، كَالصَّدِيقِ وَالْخَلِيطِ، وَالْجُمْلَةُ تَذْيِيلٌ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ، مُؤَكِّدٌ لِلتَّرْغِيبِ وَالتَّشْوِيقِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: وَمَا أَحْسَنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا! وَلِاسْتِقْلَالِهِ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ قُرِئَ (وَحَسْنَ) بِسُكُونِ السِّينِ.