تنبيه:
قال بعض المفسرين: ثمرة هذه الآية ؛ لأنه تعالى وبخ على تركه، تدل الآية على لزوم استنقاذ المسلم من أيدي الكفار، ويأتي مثل هذا استنقاذه من كل مضرة، من ظالم أو لص وغير ذلك، ووجه مأخذ ذلك أنه تعالى جعل ذلك كالعلم للانقطاع إليه، وتدل على أن حكم الولدان حكم الآباء؛ لأن الظاهر أنه أراد الصغار. تأكيد لزوم الجهاد
قال : ويجوز أن يراد بالرجال والنساء الأحرار والحرائر، وبالولدان العبيد والإماء؛ لأن العبد والأمة يقال لهما: الوليد والوليدة، وقيل (للولدان والولائد) الولدان؛ لتغليب الذكور على الإناث، كما يقال: الآباء والإخوة، وتدل الآية على أن للداعي حقا عند الله؛ لأنه جعل ذلك اختصاصا لنصرته، وتدل على الزمخشري وأن المؤمن لا يذل نفسه بجعله مستضعفا؛ لأنه تعالى أوجب المقاتلة لزوال الغلبة عليهم، وفي الآيات هذه تأكيدات متتابعة على لزوم الجهاد. لزوم الهجرة من ديار الكفر،
لطيفة:
قال ناصر الدين في "الانتصاف": وقفت على نكتة في هذه الآية حسنة، وهي أن كل قرية ذكرت في الكتاب العزيز فالظلم ينسب إليها بطريق المجاز، كقوله: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة إلى قوله: فكفرت بأنعم الله [النحل: من الآية 112] وقوله: [ ص: 1398 ] وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها [القصص: من الآية 58]وأما هذه القرية (في سورة النساء) فينسب الظلم إلى أهلها على الحقيقة؛ لأن المراد بهامكة ، فوقرت عن نسبة الظلم إليها؛ تشريفا لها، شرفها الله تعالى، ثم شجع تعالى المؤمنين ورغبهم في الجهاد بقوله: