[ ص: 357 ] قوله: فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا  
[1874] حدثنا أبو بكر بن القاسم  ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي  ، حدثني أبي، حدثني أبي، ثنا الأشعث بن إسحاق  ، عن جعفر بن أبي المغيرة  ، عن  سعيد بن جبير  ، عن  ابن عباس  ، قال: " كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا، فأنزل الله فيهم: فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق  وروي عن أبي وائل  ،  ومجاهد  ،  والسدي  ،  ومقاتل بن حيان  ، نحو ذلك. 
[1875] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي  ، فيما كتب إلي، ثنا الحسين بن محمد المروذي  ، ثنا شيبان  ، عن  قتادة  ، قوله: " فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق  قال: هذا عبد نوى الدنيا، لها أنفق ولها شخص، ولها عمل ولها نصب، فيها همه ونيته وسدمه وطلبته ". 
قوله: وما له في الآخرة من خلاق  
قد تقدم تفسيره. 
قوله: ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة  
[1876] حدثنا أبو بكر بن القاسم  ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي  ، حدثني أبي، حدثنا أبي، ثنا الأشعث بن إسحاق  ، عن جعفر بن أبي المغيرة  ، عن  سعيد بن جبير  ، عن  ابن عباس  ، قال: " كان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فأنزل الله فيهم: أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب   " 
والوجه الثاني: 
[1877] ذكر عن أبي أسامة  ، عن أبي سعد  ، عن أبي عون  ، عن  ابن الزبير   : ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة  قال: يعملون في دنياهم لآخرتهم ودنياهم . 
 [ ص: 358 ]  [1878] حدثنا  أبي  ، ثنا دحيم  ، ثنا محمد بن شعيب  ، قال: سألت يحيى بن الحارث   : " ما آتى في الدنيا حسنة؟ قال: عمل صالح ". 
الوجه الثالث: 
[1879] حدثنا أبو زرعة  ، ثنا أبو الأحوص محمد بن حيان  ، أخبرني  عباد بن العوام  ، أخبرني هشام  ، عن  الحسن،  في قوله: ربنا آتنا في الدنيا حسنة  قال: الحسنة في الدنيا: العلم والعبادة.  
 [1880] حدثنا  أسيد بن عاصم  ، ثنا الحسين بن حفص  ، ثنا  سفيان  ، عن رجل، عن  الحسن،  في قوله: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة  قال: الرزق الطيب والعلم النافع في الدنيا ". 
والوجه الرابع: 
[1881] حدثنا  الحسن بن أبي الربيع  ، أنبأ عبد الرزاق  ، أنبأ  معمر  ، عن  قتادة  ، في قوله: وفي الآخرة حسنة  قال: في الآخرة عافية. ربنا آتنا في الدنيا حسنة  قال: في الدنيا عافية. 
الوجه الخامس: 
[1882] حدثنا أبو زرعة  ، ثنا صفوان  ، ثنا الوليد  ، أخبرني  عبد الله بن لهيعة،  عن  يزيد بن أبي حبيب  ، عن  محمد بن كعب القرظي  ، في هذه الآية: ربنا آتنا في الدنيا حسنة  قال: المرأة الصالحة من الحسنات. وروي عن يزيد بن مالك  ، نحو ذلك. 
الوجه السادس: 
[1883] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي  ، فيما كتب إلي، ثنا الحسين بن محمد المروذي  ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن التميمي  ، عن  قتادة  ، قوله: ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار  قال: هذا عبد نوى الآخرة لها شخص ولها أنفق ولها عمل وكانت الآخرة، هي سدمه وطلبته ونيته. 
 [ ص: 359 ] قوله: وفي الآخرة حسنة  
اختلف في تفسيرها على أوجه فأحدها: 
[1884] حدثنا أبو زرعة  ، ثنا أبو الأحوص محمد بن حيان  ، أخبرني  عباد بن العوام  ، أخبرني هشام  ، عن  الحسن   : وفي الآخرة حسنة  قال: الحسنة في الآخرة: الجنة.  وروي عن  مجاهد  ،  والسدي  ،  ومقاتل بن حيان  ، وإسماعيل بن أبي خالد  ، نحو ذلك. 
والوجه الثاني: 
[1885] حدثنا  الحسن بن أبي الربيع  ، أنبأ عبد الرزاق  ، أنبأ  معمر  ، عن  قتادة  ، في قوله: وفي الآخرة حسنة  قال: في الآخرة عافية. 
قوله: وقنا عذاب النار  
[1886] حدثنا  أبي  ، ثنا أبو نعيم  ، ثنا عبد السلام يعني: ابن شداد أبا طالوت  قال: كنت عند  أنس  ، فقال له ثابت   : إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم. فقال: " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وتحدثوا ساعة حتى إذا هم أرادوا القيام قالوا: يا أبا حمزة   : إن إخوانك يريدون القيام، فادع الله لهم، قال: تريدون أن أشق لكم الأمور، إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقاكم عذاب النار، فقد آتاكم الخير كله ". 
[1887] حدثنا  أبي  ، ثنا دحيم  ، ثنا محمد بن شعيب  ، أخبرني يحيى بن الحارث  ، حدثني القاسم يعني أبا عبد الرحمن  ، قال: من أعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وجسدا صابرا، فقد أوتي في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة ووقي عذاب النار. 
				
						
						
